القائمة الرئيسية

الصفحات

العوائق الإبستمولوجیة في أشكال الوعي الاجتماعي

 



الفكر الإنساني سواء منھ العلوم الطبیعیة، أو أشكال الوعي الاجتماعي، یحددان كبنیة فوقیة عملیة التطور المجتمعي، لأن الفكر ، كونھ إنعكاس مجرد للواقع الحقیقي في الإدراك، لا یلغي أنھ بشكل تراكمي ھو من حدد ویحدد في كل حقبة تاریخیة شكل الإدراك. وعندما نتكلم عن شكل الإدراك وتشكلھ فإننا بالضرورة نتكلم عن طبیعة الوعي، وتطوره ، فلا تطور الإدراك ،ولا الوعي ناتج عن أي منھما بشكل مستقل عن الواقع الإجتماعي لأنھما أولا انعكاس نسبي لسابق أولي ھو الواقع ، وھذا ترمز .إلیھ مقولة البنى التحتیة سابقة على البنى الفوقیة
ومن أجل معالجة ھذا الموضوع لا بد من توفیر الأسس الفكریة لھ ومن اھمھا التعاریف :العلمیة والصریحة لقسمي الفكر الإنساني أي العلوم الطبیعیة وأشكال الوعي الإجتماعي أما العلوم الطبیعیة فھي تعرف بموضوع بحثھا، كأن نقول مثلا الجیولوجیا ونعرفھ بأنھ علم دراسة طبقات الأرض، أما العوائق الإبستمولوجیا فیھا فقد لاقت بحثا واسعا من طرف الفلسفات المتخصصة في فلسفة العلوم ، أبحاث الفیلسوف الفرنسي غاستون باشلار ،أزمة الأسس في العلوم وكان ھذا كلھ داخل نظریة المعرفة والصراع القائم بین أنصار العقلانیة ،وأنصار التجریبیة وعزز ھذا الحوار عودة الفلسفة إلى العلم بعدما كان قد استقل .عنھا بشكل كامل تقریبا أما ما یھمنا من ھذا الموضوع فھو الأكسیومات الغیر مبرھنة وغیرھا من مبادئ العلم التي تجاوزھا العلم نفسھ كما حدث بین المیكروفیزیاء ومیكانیكا الكوانتیك وما یھمنا بالضرورة .ھو القطیعة الإبستیمولوجیة، باعتبارھا نقد وثورة على المبادئ والأسس
أشكال الوعي الاجتماعي لا تعرف بموضوع بحثھا كالعلوم الطبیعیة ولكن تعرف بوظیفتھا الاجتماعیة، فالدین والفلسفة والآداب والفنون..... كأشكال للوعي الاجتماعي لھا وظیفة اجتماعیة وتتصل بشدة بالجماعات والأفراد على مستوى الوعي واللا وعي وجوھرھا الإیدیولوجي ) بالمعنى السلبي لكلمة ایدیولوجیة( یشكل توجیھا عمیقا للمجتمع وھو الذي یخلق المذاھب ویخلق ثقافة القطیع على حساب الفكر الموضوعي العقلاني، والفكر الإنساني الغیر شوفیني إذن ، إذا كانت أخطاء الأسس في العلوم الطبیعیة تكبح جماح تطور العلم وھي نتیجة غیر مقصودة منذ التأسیس ومنذ طرح الأكسیومات والبدیھیات، وتحتاج قطیعة ابستمولوجیة ) ثورة من اجل تصحیحھا(، فما بالك بالعوائق الإبستمولوجیة في أشكال الوعي الاجتماعي
فھي تكبح جماح التطور المجتمعي وھذه النتیجة تكون مقصود باعتبار الإیدیولوجیة .التوجیھیة لأشكال الوعي الاجتماعي و حینما یتعلق الأمر یتعلق الأمر بمسألة الوعي ومنتجین الوعي في المجال المعرفي بالأغلبیة الساحقة تعاني من عدم القدرة على الفصل بین الذات والموضوع، ولیس فقط لأن الذات تصبح موضوعا للدرس وھذا من شأنھ تغییب الموضوعیة، بل لأن التشكیل الفكري والإدراكي والنفسي لھذه الذات كان قد بني على أسس یطلب الآن من ھذه الذات مصارعة أسسھا ومكوناتھا الفكریة أي ثورة . حقیقیة على الذات نفسھا ولھذا تجد كثیرا من الأطر الباحثین في ھذا المجال من خارج فكر مؤسس من خارج نظرة علمیة عمیقة للواقع الإجتماعي، إنما یعالجون انطلاقا من زوایا أحادیة للنظر ویحولون في أغلب الأحیان الإشكالیات الفكریة التي یمكن حلھا فكریا ،إلى صراع سیاسي أو شوفیني أو قبلي یمكنھ فقط أن یتعمق على ضوء المصالح الضیقة للأطر ویقود إلى تجزیئ وتقسیم المجتمع بالتبعیة والولاء لھذه الأطر على حساب المصلحة العامة التي لا یجسدھا إلا الثورة ، والتحلیل العلمي التقدمي، للواقع الإجتماعي الذي یرفض كل ھذه الأسس والعوائق .والتمییز داخل المجتمع الثوري
الجد والخلود للشھداء الأبرار ـ وكل الوطن او الشھادة
حسان میلید علي بولیساریو

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...