نتكلتوا، يحرق بيكم.
هل فيكم من سمع ب " هرم ماسلو "؟
أنا، شخصيآ لن أكون صادقآ معكم، إذا قلت لكم بأنني سمعت به قبل البارحة.
كان، ذلك خلال حوار تلفزيوني ساخن، بين متخصصين( أثنين )، على إحدى قنوات " اليوتيوب " الغربية.
قال، " ماسلو " ، و - راهو بعد ماهو الإمام مالك - ، قال بأن، للبشر دوافع نفسية و فيزيولوجية، هي ألتي تحدد و تتحكم في سلوك الفرد.
هناك، من درس هذه " الغرائز " لتهذيبها و هناك من درسها، لإستغلالها و إستعمالها ضد " ألآخر ".
" المستشرقون "، حكمهم، كحكم الخمر في الشريعة.
"....و مضارها أكثر من منافعها ".
في نهاية، هذه العجالة، سأعطيكم، ترتيب هذا " الهرم " - حسب - الأولويات و حسب رأي " ماسلو ".
المدرسة العسكرية الصينية تقول، بأن " إخضاع العدو دون قتال ، هو أفضل إنتصار ".
حسب رأي، أحد أباء المدرسة العسكرية الصينية في الحرب النفسية " صن تزو ".
المدرسة الغربية في الحرب النفسية و - حسب رأي - " شارل ديغول " ، تقول "...لكي تنتصر دولة ما في الحرب عليها أن تقوم بشن حرب نفسية موجهة قبل أن تتحرك قواتها إلى ميادين القتال ".
في هرم " ماسلو " تأتي " الغرائز " الفيزيولوجية في ذيل الترتيب .
مع أنها في العشرين سنة الأخيرة، أصبحت خيارآ جذابآ لصناع محتوى حرب " الغرائز " و " البطون ".
الخاوى أصا منها و لملان.
خلال، الحرب العالمية الأولى، مثلآ، و إعتبارآ من سنة 1917 ، لاحظ " صيادو " الغرائز في جيش " الحلفاء "، بأن أسرى الحرب الألمان يشتكون من أن الطعام أصبح قليلآ على الجبهة الألمانية.
تحرك "صناع المحتوى" الأمريكييون و الإنجليز لإستغلال هذه المعلومة الفريدة.
لقد تم " تسريب " شريط " مسروق " ، للأسرى الألمان و هم يأكلون نفس الأطباق ألتي تقدم لجنود "الحلفاء".
لقد، لعبت هذه " الأطباق " دورآ مهمآ في حرب " الحلفاء " النفسية، على دول " المحور ".
ظهر، يومها، ما تم التعارف عليه ب " مقاتلو المعلومات ".
يالرجاء فمولانا، كانا أحنا الصحراويين، أعددنا شيئآ " لذا " النهار ؟
هناك، بعض الأيام تبدأ قبل 20 سنة.
قال، أحدهم ذات يوم "...زادي في الدنيا قليل، لا آراه مبلغي...آآ للزاد أبكي، أم لطول مسافتي ".
في مقال سابق ، حدثتكم عن حرب " السرديات ".
و عن " سرديتنا " نحن الصحراوييون في صراع الأمم.
" عجالة " اليوم، ليست موضوعآ - مكتمل الأركان، و لكنها " صيحة " في واد.
حرب ال " 12 " يومآ، الأخيرة بين " إسرائيل " و " إيران "، إذا نظرنا لها من وجهة نظر حرب " السرديات "، سيقودنا الطريق للإستنتاج التالي :
قد ، يعتقد الكثيرون بأن " السردية " الإسرائيلية، كانت لها اليد الطولى.
أنبشركم، أنا، بأن " السردية " الإسرائيلية " اليومية "، قد تكون سيطرت لبعض الوقت ، لأسباب - أغلبها - موضوعية ( الغرب الجماعي ، كله و - بدون إستثتاء - كان إلي جانب إسرائيل - بإعلامه و بتسليحه و بجواسيسه و ما خفى أعظم)، و لكن من وجهة إستراتيجية بحتة، فإن صمود إيران وحده ، يكفي لصالح ميزان " سرديتها.
عابرة ، لحاجزي الزمان و المكان، تستطيع الحرب النفسية، تجريد العدو من إرادة القتال و من قدرته على الصمود و من ثم الإنكسار.
في صراع " الإرادات "، قد لا تكون " مسلمة " البقاء للأقوى هي الأنسب و لكن ، البقاء، سيكون من نصيب الأقدر على الصمود و الأقدر على فهم " فاتورة " اليوم و الأقدر على دفعها بأقل الخسائر و بأقل التكاليف.
يقول " فقهاء " صناعة " المحتوى "، بأن أهم عامل من عوامل النصر، هي أن تساعد و بذكاء العدو على المشاركة في هزيمة ذاته.
ماذا، جهزنا، نحن الصحراوييون لهذه الحرب ؟
هل إنخرطنا في تعلم صناعة " المحتوى ".
هل، قمنا بإعداد و تحضير، بعض " فقهاء " هذه الصناعة؟
في هذه " الصناعة "، كما في " الجوسسة " و مكافحة الجوسسة "، هناك ، " صانع " للمحتوى و هناك " مقاتل " ضد " المحتوى ".
نحن، اليوم، في أشد الحاجة لهذين " المقاتلين ".
الدولة، ألتي لا تطعم جيشها، ستطعم جيشآ آخرآ.
و في - الغالب - سيكون جيشآ محتلآ لأرضك و مستباحآ لعرضك.
أنا، هنا ، أتحدث عن " الطعام " النفسي و المعنوي و " طعام " العصر.
أن يكون عندك "قوت يومك"، من السلاح و من الذخيرة و من الدرونات ( للإستطلاع و للقصف ) و أن تكون مسلحآ بالمعلومة و بالمعرفة و ببعض " فقهاء " صنع " المحتوى ".
أتمنى، بأن يفهم قراء هذه " العجالة "، بأن قيمة الإنسان في تغلب عقله على غرائزه.
وصلنا لسلم الإحتياجات عند " الفقيه " مالسو.
تأتي الإحتياجات " الفيزيولوجية " في ذيل الترتيب، يتبعها مباشرة الإحساس بالأمان، ثم الإحساس بالإنتماء ( أتمنى، بأن يفهمه الكثيرون، كإحساس بالوطن، و ليس إحساسآ أكثر ضيقآ من ذلك ) .
يتربع على سلم الترتيب، " تحقيق الذات ".
و راهو ألكم أملي " تحقيق الذات"، فيه و فيه.
فيه ، المحلل و فيه المحرم و فيه المستحب و فيه المندوب و فيه المستطيب و فيه المباح.
و فيه الشوين، باطل بذيك الحال.
الفقه واعر .
" فقهاء " حروب العصر.
" شياطين " اليوم.
أللهم أكثر " شياطيننا ".
مدة، بلا " شياطين "، راخية.
و جمعة مباركة!
دكتور : بيبات أبحمد.