لا يمكن للمراقب للشأن المغاربي وملف الاحتلال المغربي للصحراء الغربية أن يفوته تصريح الرئيس الصحراوي الذي تحدث فيه عن استعداد الجمهورية العربية الصحراوية كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي أن تدخل في مفاوضات مع المغرب العضو الطارئ للاتحاد ، فيما يتعلق بانسحاب الجيش المغربي وإدارة الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية ، فالواقع هو أن هناك بلد عضوا في الاتحاد الإفريقي تحتل احتلال بلد آخر جار هو المغرب ، والموضوع موضوع تصفية آخر استعمار لبلد إفريقي.
وكأن الرئيس الصحراوي بذلك يعبر عن عبثية جهود الأمم المتحدة وفشل مظلتها في حل عقد الملف.
ويشير بذلك إلى أن مظلة الاتحاد الإفريقي هي الأنسب لحل هذه القضية.
تصريح يرتبط بصورة أو أخرى مع متغيرات عسكرية لافتة للنظر ، فالقصف الصاروخي لمعسكرات مغربية في السمارة المحتلة شمالا وفي آوسرد جنوبا ، ودقة الإصابات لقواعد عسكرية وغرف تحكم وسيطرة في العمق هو تغير في قواعد الاشتباك ، ويكشف أن البوليساريو هي المتحكم في مستوى التصعيد وقد توسع المدى العملياتي الصاروخي أبعد ، خاصة أن مخزون الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى لدى البوليساريو كبير نسبيا ، وتتحدث مصادر استخباراتية عن احتمال يؤكد امتلاك البولبساريو لأسراب من المسيرات الانتحارية ذات مدى متوسط وطويل ، وعن احتمال غير مؤكد لوجود صواريخ إيرانية بمواصفات متعددة في ترسانة البوليساريو .
معلومات رددها المغرب كثيرا وتحدث عن خبراء ايرانيين يدربون قوة صاروخية صحراوية خاصة ، لكن ايران نفت ذلك وسخرت منه ، وقال ناطق إيراني إن المغرب يدرك أن دخول الحلف الإيراني الجزائري في دعم البوليساريو سيعني هزيمة سريعة للمغرب ، وذلك صحيح.
فلو افترضنا أن البوليساريو أدخلت للخدمة أجيالا حديثة من الصواريخ الإيرانية وحدها ، لحدث زلزال استراتيجي في المغرب ، فلا الحلف الامريكي الاسرائيلي الذي سيراهن عليه المغرب بالمجدي في حماية المغرب من صواريخ البوليساريو إيرانية الصنع التي لم تتحملها اسرائيل ولا وشنطن وهي تدمر ثلث تلابيب في أيام
ولا فرنسا ستنقذ المغرب منها.
الأكيد أن البوليساريو هي من يمسك بخيوط اللعبة العسكرية ، وكل المؤشرات تقول أن المغرب تنتظره أيام حالكة في الصحراء الغربية بل في العمق المغربي
اللعبة العالمية تتغير قواعدها والمغرب سيكون المتضرر الأكبر من ذلك.
والبوليساريو يجيدون إدارة لعبة الشطرنج بصبرهم الاستراتيجي المعهود وهو صبر يلتقون فيه مع إيران تماما.
بقلم: عبد الله ولد بونا/خبير استراتيجي 5يوليو2025