من جديد، يُثبت الإعلام المغربي التابع لنظام المخزن مدى سخافته وجهله وتخبّطه. فخلال رحلة شخصية إلى سويسرا، التُقطت لي صورة وأنا أحمل علم كردستان تضامنًا مع مجموعة من الإخوة الأكراد الذين كانوا ينظمون وقفة سلمية في ساحة بمدينة بيال، دفاعًا عن حقوقهم المشروعة. صورة عفوية، موقف إنساني، لا يحمل أي غموض ولا يحتاج إلى تفسير.
لكن آلة الدعاية المغربية، المُصابة بجنون العظمة وحبّ اختلاق الأعداء، قرّرت تحويل تلك الصورة إلى “دليل” على وجود علاقات بين جبهة البوليساريو وحزب العمال الكردستاني، وكأننا أمام تسريبات سرية تهدد الأمن الإقليمي!
أي عقلية هذه؟ وأي انحدار هذا في مستوى التحليل الإعلامي؟ منذ متى أصبحت الصور التضامنية تُحسب على أنها تحالفات دولية؟ ومنذ متى أصبح التعاطف مع قضايا الشعوب المضطهدة جريمة في نظر نظام يحتل أرض شعبٍ بأكمله؟
إنه فعلاً أمر سريالي، لا يصدر إلا عن نظام يظن أن كل ما لا يخضع له هو مؤامرة، وكل ما لا يصفق له هو عدو. نظامٌ فقد أعصابه، وبدأ يرى شبح البوليساريو في كل علم يُرفع، وفي كل كلمة تُقال، وحتى في كل وجه يظهر في مظاهرة لا تعجبه.
مشكلة المخزن ليست مع علم كردستان، ولا مع حزب العمال، بل مشكلته الحقيقية أنه يرى في كل نضال حرّ مرآة تعكس قبح احتلاله. وكلما حاول أن يصنع قصة من الخيال، فضح نفسه أمام العالم أكثر.
الطالب اعلي سالم