في الآونة الأخيرة، خرجت علينا بعض وسائل الإعلام الدولية، المحسوبة على اللوبي المغربي، بحملة دعائية مغرضة تستهدف نضال الشعب الصحراوي، عبر ترويج أخبار زائفة تدّعي إغلاق مكتب جبهة البوليساريو في دمشق، بل وتربط زورًا بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي والتدخل في الشأن السوري، وهي ادعاءات لا تستند إلى أي أساس من الصحة، بل أقرب إلى النكتة السياسية، إن صح التعبير.
التاريخ يشهد بأن الشعب الصحراوي، بقيادة رائدة كفاحه الوطني (جبهة البوليساريو) لم يتدخل يومًا في الشؤون الداخلية لأي دولة، انطلاقًا من مبدئه الثابت باحترام سيادة الدول وعدم المساس باستقرارها.
وعلى العكس من ذلك، فإن الشعب الصحراوي يحتفظ للشعب السوري بجميل لا يُنسى، خاصة خلال سنوات الدراسة التي احتضنت فيها الجامعات السورية أعدادًا من الطلبة الصحراويين، الذين أصبحوا لاحقًا من الكوادر والإطارات الوطنية في الدولة الصحراوية.
أما جيش التحرير الشعبي الصحراوي، فإن مهمته واضحة وضوح الشمس، وهي الدفاع عن أرضه ضد الاحتلال المغربي، إلى جانب محاربة الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ولم يسبق أن سُجّل عليه أي تدخل خارج حدوده، ما يعكس انضباطه والتزامه الواضح بمبادئ الكفاح المشروع.
وفي سياق آخر يؤكد ثبات المواقف الصحراوية، لا يمكن نسيان موقف الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، حين عبّر عن استعداد الجيش الصحراوي للوقوف إلى جانب موريتانيا في ذروة التوتر بين نواكشوط والسنغال، خاصة في ظل انحياز النظام المغربي آنذاك إلى الطرف السنغالي.
فقد صرّح بوضوح أن “الجيش الصحراوي مستعد للدفاع عن موريتانيا”، في موقف يؤكد الشفافية والثبات والمصداقية في سياسة الدولة الصحراوية.
إن محاولات تشويه كفاح الشعب الصحراوي وشيطنة جبهة البوليساريو لن تنجح، لأنها تصطدم بجدار الحقيقة والتاريخ، ولأن الشعوب لا تُخدع بالدعاية الرخيصة، خاصة حين تكون قضيتها عادلة ومشروعة كقضية الشعب الصحراوي.
وعلى أولئك الذين يروّجون لهذه الافتراءات أن يخجلوا من أنفسهم، فالتاريخ لا يرحم، والحق لا يُطمس بالدعاية.
محمد لمين حمدي.