القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 بقلم: الديش محمد الصالح
قرأت بتمعن وتفحص  المساهمة التي نشرها  أخي، القيادي ابراهيم محمد محمود تفاعلا مع النقاش الوطني على ضوء عريضة طالب فيها بعض مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بالتفاتة سريعة على الذات لجعلها في مستوى متطلبات المرحلة المعقدة الراهنة من كفاحنا التحريري. وبحكم التجربة الواسعة للرجل في مناصب جد حساسة، والحكمة والذكاء المعهود له، فإن نشره لهذه المساهمة بيومين قبل يوم الشهداء، لا يمكن ان يكون صدفة بل كان عن قصد لما للحدث من معاني ودلالات، خاصة أنه يصادف تاريخ استشهاد مفجر الثورة وقائدها، الشاب المفكر، الولي مصطفى السيد رحمه الله وغيره من الشهداء الأبرار واسكنهم فسيح جناته.
وبمعزل عن التعليق على هذه المساهمة، أود ان أعرب عن امتناني وعرفاني لهذا الرجل، الذي احتضنني في عمر مبكر من حياتي وتقاسمنا تجربة فريدة كمعلم صادق مع تلميذه لتتعمق هذه التجربة في فرص أخرى جمعتنا. ورغم ابتعاد بعضنا عن البعض لفترات طويلة، الا أن أسس ما جمعنا في اليوم الأول لازلت هي التي تحكم سلوكنا فما بالك تفكيرنا وقناعاتنا الا وهي: الإخلاص للوطن والوفاء لعهد الشهداء.
لقد وضع الرجل النقاط على الحروف فيما يخص كبريات العراقيل وربَط علاجها بالإرادة الجادة والصادقة لدى القائمين من الرفاق على إدارة الشأن العام، لينبه هؤلاء الى ضرورة الانفتاح بصدر رحب على آراء المناضلين والمناضلات والاستثمار فيها لتحقيق ما اسماه "عملية سياسية تؤطرها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لتشريح واقعنا الحالي". واذا توفرت هذه الارادة فإنها بلا شك ستشكل عملا تاريخيا وشجاعا يعكس حقا وفاء الرفاق الأحياء لعهد الذين قضوا نحبهم مقبلين غير مدبرين.
وبما ان الغالبية الساحقة من الشعب، ومن نخبته خاصة، تستشعر حالة الرداءة التي تطبع واقعنا الوطني في ظل تحديات كبيرة وخطيرة تواجهنا، فان وقفة مع الذات لنقد صريح للتجربة الوطنية واستشراف للآفاق أصبحت السبيل الأمثل لتصحيح مسارنا النضالي. وفي هذه الحالة، فإن الهيئات العليا مطالبة بتبني هذه المقاربة ورسم خارطة طريق تبدأ كما اشار القيادي ابراهيم محمد محمود "بمخاض سياسي يتوج بمؤتمر عام استثنائي او في وقته". 
إن المسؤولية في التحضير الجيد والتنظيم المحكم لهذه الوقفة يقع بالدرجة الأولى على عواتق القيادات، الاطر وغيرهم من النخب المثقفة فرادى وجماعات، من خلال مساهمات بناءة مكتوبة او صوتية لإشاعة ثقافة الاختلاف التي لا محيد عنها من اجل تلاقح الافكار بما يعيد بالفائدة على تطور المجتمع وتقوية المؤسسات. لقد أصبح من الضروري، بل من الواجب، تكسير حالة الصمت التي تطبقها الاطر على نفوسها بالتعاطي الإيجابي مع المبادرات الجارية ولم لا تكون في مقدمتها ما دام الهدف هو النهوض بواقعنا ليرقى الى مستوى تطلعات شعبنا في النصر على الغزاة.
16 يونيو 2025

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...