في ذكرى الشهداء، كرم الأمناء.
كرموا من أفنوا حياتهم في سبيل الصحراويين. خطوة محمودة في زمن ظنوا أنهم لم تعد ذاكرة الرفاق تحتوي أمثالهم ممن كانوا النواة الأولى التي أسست المحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وفي الآن نفسه هم الأمناء الذين جيء بهم من نواحيهم العسكرية ليتولوا شؤون فروع التنظيم السياسي بالولايات والمؤسسات الوطنية. هي البادرة الأولى من نوعها طبعا وتحمد رغم تأخرها لسنوات. لكن ذاكرة الرفاق لم تكن قوية إلى درجة أن من قضوا سنوات طويلة خدمة للقضية لم تحفظ لهم المؤسسات حتى اسماءهم الحقيقية. أن لا تقوى ذاكرة الرفاق فهذا موضوع قد يكون طبيعيا لأن الانسان طبيعته النسيان، لكن أن لا تكون هناك مؤسسات تعمل على حفظ التاريخ والأرشيف والسير الذاتية لكل المناضلين الذين مروا منها فهذا إجحاف كبير جدا لا يمكن أن يغتفر، رغم تجربة 50 سنة من المؤسسات. يمكن أن نقول أنه خطأ لكن ليس هذا هو القصد من كتابة هذا الموضوع المقصود هو أنه من أكبر الأخطاء عدم قدرتنا على تقديم إدارة نموذجية بكل المقاييس علما أننا شعب قليل ويمكن أن نسير المؤسسات أحسن تسيير معتمدين في ذلك على آلاف الشباب النموذجيين والمثقفين.الذي لن يشفع لقادة مشروعنا الوطني هو عدم قدرتهم على احتواء آلاف الشباب النموذجيين وتوظيفهم في أماكن تليق بهم وبمستوياتهم، وتوفير الجو الطبيعي والملائم لتأدية مهامهم، على أحسن الصور. وقتها فعلا يمكننا التباهي بمؤسساتنا ونقدمها كنموذجا فريدا من نوعه للعالم. بدل التباهي بها في هذه الحالة التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها في حالة من الضعف يرثى لها. لم أفهم لماذا يقدم المسؤولون عن مشروعنا الوطني أنفسهم أنهم حماة المشروع أكثر من غيرهم من عامة الشعب، بل أنهم أكثر غيرة وحرص على المشروع من الجميع، وأن أفكارهم ووجهات نظرهم هي السديدة وأن الآخرين لا يعرفون شيئا، والمقصود هنا فئة الشباب، أين ينسون أو يتناسوا أنهم حين أعلنوها ثورة طويلة الأمد كانو شبابا.
عبد الرحمان عبد المنعم.
أخر المواضيع من قسم : مقالات