القائمة الرئيسية

الصفحات

أمريكا لم تتغير... كانت عدواً و مازالت؛


في ظل المتغيرات التي طبعت السياسة الدولية في الـ 10 سنوات الأخيرة، و آخرها المجازر المرتكبة في حق الفلسطينيين، بات الحديث عن القانون و الشرعية و الأمن و السلام الدوليين بلا جدوى، لأن الذي أخفي لعقود، أصبح ظاهراً و معلناً، لا حرج فيه بالنسبة للأطراف المعنية، أحب من أحب، و كره من كره، و قضية الصحراء الغربية ليست إلا مسرحاً هي الآخرى لهذه التجاذبات.
فبراير 2020، رفعت وكالة الاستخبارات الأمريكية السرية عن وثائق تتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية بالغة الأهمية حتى نفهم منطق و خلفية هذه الإصطفافات، و من ضمن محتوى هذه الوثائق، أن يمد خوان كارلوس (أمير إسبانيا حينها) الإدارة الأمريكية بكافة المعلومات المهمة عن الصحراء الغربية و يتنازل عن الإقليم، مقابل دعم واشنطن له ليصبح ملكا لإسبانيا بمجرد وفاة الجنرال فرانكو.
صفقة واشنطن - مدريد، رسمت مستقبل الصحراء الغربية حينها، و أعطت الضوء الأخضر بإشراف مباشر من وزير الخارجية الأمريكي أنذاك هنري كيسنجر لإحتلال الصحراء الغربية، عبر مخطط أقحمت فيه دول وظيفية كالمغرب و نظام المخطار ولد دداه، و تجسد أولاً بالمسيرة السوداء (31 أكتوبر 1975)، و من ثم جاءت إتفاقية مدريد الثلاثية اللاشرعية (16 نوفمبر 1976) ليكتمل مشهد الغزو.
المدرسة الرأسمالية و مهدها الولايات المتحدة الأمريكية، تجعل من المصالح أساسا الإقتصادية منها، أرضية لكل خطوة أو موقف، و تاريخياً حافظ المغرب على تلبية إحتياجات واشنطن و حلفائها الغربيين، فلم يعصي لهم أمر و لم يرفض لهم طلب، و صح فيه وصف «الدولة الوظيفية»، التي من واجب الغرب ككل حمايتها و دعمها حتى تحفظ له مصالحه.
دعم إحتلال المغرب للصحراء الغربية لم يأتي إلى الآن إلا من حلفاء الرباط التقليديين: أمريكا، فرنسا، إسبانيا، و بعض دول الخليج العربي، و جميع هؤلاء لهم تاريخ أسود مع الشعب الصحراوي:

- إسبانيا بصفتها قوة مديرة لإقليم الصحراء الغربية، ظلت دوماً جزءاً من المشكل بدل أن تكون طرفاً في الحل، بل و أكثر من ذلك، إستغلت ورقة مسؤولياتها التاريخية و القانونية لتقايض دولة الإحتلال، و هذه قد تكون سابقة في تاريخ المستعمرات التقليدية.
- لم تكون فرنسا يوماً إلا عدواً للشعب الصحراوي، مدت جيش الإحتلال المغربي بطائرات الجاگوار و الميراج كي تقلب موازين الحرب، و وفرت له حماية داخل مجلس الأمن (الفيتو)، و ظلت مهندس لسياساته التوسعية بالصحراء الغربية و راعياً لها.
- دعم دول الخليج للمغرب ليس أمر جديداً، بل هم من مولوا مالياً المسيرة السوداء، و هم من مولوا بناء جدار الذل و العار، بل بعضهم أفتى بأن الصحراويين خوارج و يجوز جهادهم، ولا عجب أن تصطف المماليك و الإمارات مع بعضها البعض، خوفاً على الملك.
الخطر يحوم بالقضية الوطنية من كل إتجاه، و تكالب قوى الشر عليها بات أكثر من واضح، لأن منطق هؤلاء، تجعل من القانون حبر على ورق، يوظف و يستغل إن تطلب الأمر و متى دعت الضرورة يداس عليه و يهضم، و هذا يتطلب من أبناء الشعب الصحراوي قيادة و قواعد، أن يشمروا عن سواعدهم و يوحدوا صفوفهم، و يستيقطوا من غيبوبة التنويم المغناطيسي، الذي بات يحاصر فكرهم و توجههم.
الشيخ لكبير سيدالبشير.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...