امتلأ صندوق رسائل المريض محمد السادس، وهو على حافة القبر، بالرسائل الفارغة التي تؤيد الحكم الذاتي، لكن على ما يبدو يعرف الملك المريض أن كل هذه الرسائل لن تؤثر على القضية الصحراوية ولن تشفي مرضه هو الذي سببته له مشاكل الصحراء الغربية، وأن مصيرها-الرسائل-هو القمامة وسلة المهملات. تويت من ترامب، رسالة من بيدرو سانتشيز، رسالة من نتنياهو، وآخر رسالة من ماكرون المهزوم. كل هذا الكم من الرسائل لا يساوي الحبر الذي كُتبت به، وهي كلها رسائل بروتوكولية لا تؤثر على جوهر قضية الصحراء الغربية، ولن تنفع المغرب في حل القضية؛ بالعكس، بدل أن تحل القضية تزيد من تعقيدها وتسبب مشاكلا لدول الأشخاص الذين كتبوها. ترامب كتب تويته وهو يجمع أشياءه ويهرب من الرئاسة، بيدرو سانتشيز كتب رسالته دون إشعار الحكومة ولا البرلمان وكل يوم يخنقونه ويطلبون منه تفسيرا لذلك الموقف، وقد تؤدي به تلك الرسالة إلى السجن. نتنياهو كتب رسالته وهو سكران لأنه شهورا بعد ذلك أظهر خريطة تشمل كل الدول العربية مجتمعة بلون آخر وفيها الصحراء الغربية بلون مغاير. حين اعترف ترامب فرح المغرب وخرج الناس يتظاهرون في الشوارع لأن القضية بالنسبة إليهم حُسمت، لكن مرت أربع سنوات ونسى الناس ترامب وتويته وبقيت قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار. بيدرو سانتشيز ندم على تلك الرسالة ومزقها لأن لجان التحقيق لم تجد منها نسخة في أرشيف الرئاسة، وهو الآن متهم بإخفاء وإتلاف وثائق رسمية. حين اعترف ترامب خرج المغرب يحتفل، لكن لم تُحل القضية، وحين اعترف نتنياهو خرجوا يحتفلون، لكن بدون جدوى، وحين اعترف بيدرو سانتشيز فرحوا، لكن كل بدون فائدة. بالنسبة لرسالة ماكرون هي مجرد ورقة محروقة كتبها جاك شيراك سنة 2007م، وكان يريد أن يبعثها إلى ملك المغرب في تلك السنة، لكنه، تحت بعض الضغوط الانتخابية، وضعها في الدرج، وعلى ما يبدو عثر عليها ماكرون الآن وهو يجمع أوراقه ليرحل وبعثها إلى ملك المغرب يواسيه قبل نهايته. كل هذه الرسائل لا قيمة قانونية لها ولا تغير الوضع على الأرض ما دام الشعب الصحراوي موجدا يكافح على كل الاصعدة.
السيد حمدي يحظيه