عضو المكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والوزير المستشار للشؤون السياسية برئاسة الجمهورية الاخ البشير مصطفى السيد في لقاء خاص مع وكالة الأنباء المستقلة يستعرض الموقف الفرنسي وانعكاساته على القضية الوطنية في ظل الوضع في المنطقة وانعكاساته على جهود الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي؟
وكيف ستتعامل جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية مع القرار
في البداية اهلا وسهلا بكم الأخ البشير مصطفى السيد
كيف ترون الموقف الفرنسي في سياق التفاعلات التي تشهدها القضية الوطنية داخليا وخارجيا وما يعيشه المحيط الإقليمي والدولي من حروب و أزمات؟
الرد على السؤال الساخن لن يكون مباشرا ولا مفصلا لأن الخارجية الصحراوية الصحراوية لا تزود الاطر بالمعلومات والتحاليل وربما لا تنتجها و الرئاسة مهجورة ولا آلية لديها لتعميم التقارير والمواقف.
على العموم ردي على السؤال يتمحور حول ثلاثة عناصر:
١)دوافع فرنسا ماكرون للجهر بانحيازها الكامل لمحميتها المغربية والتماهي مع اطروحاتها التوسعية وتبني صيغها لتشريع احتلالها للصحراء الغربية وفرض امرها الواقع العسكري.
٢) حاجة النظام المخزني المتصهين لاختراقات دعائية دبلوماسية ومعنوية امام اختناقه الاقتصادي والاجتماعي و السياسي الداخلي وسواد صورته الخارجية وظلام آفاق خروجه من أزمات مدمرة سببها مشاريعه التوسعية و حربه ضد الصحراويين.
٣)جمود جبهاتنا الرئيسية المنتجة لموازين القوة و المكاسب في المستويات كافة( العسكرية والدبلوماسية والمقاومة داخل الارض المحتلة وتضعضع الجبهة الداخلية).
فيما يخص العنصر الاساس الاول ففرنسا تمر بأحلك مرحلة من تاريخها نتيجة ضعف القيادة وفقدانها الحس التاريخي والتصور الإستراتيجي وسوء فهم التطورات عبر العالم والتغيرات الحاصلة في مناطق نفوذها التقليدية وتجاهلها ضرورات التحيين واعادة التقييم وعجزها عن التأقلم ساعد على هذا التصلب في التكبر والعناد في البقاء على ماكانت عليه اساليبها الاستعمارية ارتشاء النخبة السياسية والاقتصادية والثقافية وفساد الادارة ومؤسساتها.
فرنسا بعد تدخلاتها الدونكيشوتية في ليبيا وفي جوارها الساحلي و في مناطق أخرى كذيل للولايات المتحدة، تجد نفسها مهزومة ومجبرة على اخلاء اهم المواقع في افريقيا السوداء والاعداد للرحيل من المتبقي منها امام الزحف الصيني الروسي المبرم والذي لايصد لا اقتصاديا و لا عسكريا في الوقت الذي يسطو الحلف الانجلوساكسوني الصديق على مصايدها في البحار و المحيطات بعد ان احتل مقودها لأوروبا الغربية.وضع الغريق هذا دفع فرنسا للهرولة للتشبث بقشة المخزن المتهالك اللاهث وراء اي بارقة أمل زائف في اختراق سرابي تقدمه تسويقا لطبق انجازات فارغ في الذكرى ٢٥ لاعتلاء الشاذ خشبة الرقص على مأساة شعبه العزيز.
ماكرون وحكومته لتصريف الاعمال بهذه الصفقة يخلق الانطباع انه باسترجاع ضلع المربع المغاربي الاقرب والاضمن يوقف الزحف الصيني الروسي ويضمن شراكة مع اذرع الكيان الاسرائيلي المتزايدة التغلغل في اركان المحمية المغربية ويركب هكذا احلام المحتل المغربي على ظهر استراتيجيات استعادة افريقيا عبر تأبيد احتلال الصحراء الغربية واستعمالها جسرا لتحويل المبادرات الوهمية من قبيل قنوات الربط بين الساحل و الاطلسي وافريقيا بأوروبا وامريكا وخلق عالم خيالي من الازدهار و الاستقرار ينقذ المغاربة من العطش والجوع ويبني المساكن لمنكوبي الزلازل والطرق لمناطق الظل المعزولة ويعيد لفرنسا مجدها وريادتها الاستعمارية.
اما الصحراويون فلن تنفعهم بيانات التنديد ولا برقيات التأييد من دون قتال عنيد وجهد جهيد لاستعادة الثقة بالنفس وبوسيلة القتال واساليب القتال وبطريقه وطريق المقاومة للاحتلال في مدننا المحتلة.
خطابنا يحتاج مصداقية بالممارسة والسلوك النابعة من نظافة الادارة ورشاد التسيير وصلاح التدبير وقيادة حاضرة جامعة مقبلة ومتقدمة للصفوف في كل فعل.