الأمر الآخر الذي يشفع لتسمية السلسلة ب"خيمة منت مبارك" لو كان المنتجون يملكون ذائقة فنية. ان بيئة احداث السلسلة هي المخيمات. وفي المخيمات لاجدال ولانقاش في "شياخة المرأة" وذلك استحقاق إجتماعي حصلته المرأة الصحراوية عبر التاريخ وعززت الدولة الصحراوية وجوده أكثر ولا يضير الرجل ان يعرف بخيمة رفيقة دربه. هنا يحضرني مشهد تصويت الرجال في انتخابات في المخيم الذي تطرقت السلسلة في معالجتها لما يسمى التصويت القبلي. وهذا خطأ فني مجانب الصواب. ومخالف للقانون. حيث أن الرجال يشاركون في الصندوق ولكن عبر جهاتهم الرسمية. الجيش مثلا او الاحتياط المدني في افرع قطاعات الشهيد الحافظ السياسية.
كان تحويل "خيمة منت امبارك" إلى بيئة العمل سيكون متسقا حتى مع حلقات السلسلة. ولم يؤثر على الشخصيات الأخرى التي يحاول المخرج صناعتها أبطال. مثلا شخصية "لحبزي" وهو في السلسلتين "ابن منت امبارك" ومن الانسجام الفني وحتى الإجتماعي ان تكون شخصية الولد. ولد بار يتبع وهج امه بدلا من أن يطغى عليها. الغريب ان اللوغو الخاص بالسلسلة يكسر الهرم الإجتماعي بشكل مثير. الأم في التحت والأولاد الفوق. صورة اللوغو حتى هي جزء من العمل الفني وليس فقط عبث هاوي فوتوشوف. هنا أيضا الشيء بالشيء يذكر لمن يهتم بإستخلاص الدروس من الجيران قصد الإستفادة تحضرني سلسلة "عمارة الحاج لخضر" الجزائرية لمن تابعها. حيث تدور الأحداث في عمارة رجل اسمه "الحاج لخضر مول العمارة" رفقة بناته وابناءه وازواجهم وشكلت انسجام فني وحصلت متابعة جماهيرية كبيرة حتى خارج بلدها الأصلي.
منت امبارك بين كل أبطال "اخروجو فاللوجو" أظهرت انها تمتلك مهارات تحتاج من يفجرها وانها من صنف الممثلين الذين يستطيعون الخروج عن النص دون الإخلال بالفكرة وهم قلة حتى في المدارس السينمائية الكبرى. مصر عادل امام. جورج سيدهم. الجزائر حسن حسني. سوريا دريد لحام في موريتانيا بيبيات. وبالتالي سيكون مهم لو اتلقط القائمين على المسرح الممثلة منت مبارك لأنها ستكون ممثلة ركح بإمتياز تستطيع مواجهة الجمهور ولفت انتباهه بمعنى لها مستقبل مشرق لذا يجب أن لاتربط نفسها في الأعمال الموسمية المحدودة الوقت وباهتت النص.
بين المرآة الصحراوية والخيمة ارتباط وثيق ينبغي لمن يملك ذائقة فنية تحويله إلى فضاء لصناعات الموهوبين واحداث التميز المطلوب والذي لايرتبط بموسم.
بقلم : احمد بادي محمد سالم