هل سيسمح الشعب الموريتاني لجيشه أن يشارك في الأسد الإفريقي في المغرب جنبا إلى جنب مع إسرائيل؟

في محاولتها التمسك بما تسميه هي "بالحياد الايجابي"، تبدو موريتانيا كمن يسير على الزجاج المكسر أو على الشوك. بكل تأكيد أن موريتانيا تتعرض لضغط أمريكي مغربي إسرائيلي اماراتي مالي كي تنضم إلى اتفاقات ابراهام، وهناك الكثير من الاغراءات والاجراءات والضغوطات، والكثير من العصي والجزرات، لكن، رغ ذلك، يبدو أن الشعب الموريتاني، مصمم على مقاومة التدجين. لقد خاضت موريتانيا تجربتين مريرتين حاولت من خلالهما أن تعادي محيطها وجيرانها، وأن تغامر بأمنها القومي وتغرد خارج السرب، وتتنكر لهويتها ولأحكام التاريخ والجغرافيا، لكن خرجت من التجربتين منهزمة هزيمة نكراء. التجربة الأولى هي مساعدة المغرب وفرنسا في حربهما ضد الشعب الصحراوي سنة 1975م، وهذه مرحلة لن اخوض فيها حتى لا ننكأ جراحها المتقيحة، ونتيجتها يعرفها كل موريتاني، وهي دمار موريتانيا وتدمير علاقاتها مع محيطها وتولد الريبة والشك لدى جيرانها. التجربة الثانية هي تطبيع موريتانيا مع إسرائيل وفتح سفارة لها فيها في عهد ولد الطايع، وكانت النتيجة هي طرد إسرائيل تحت ضغط الشارع الموريتاني، وخسارة سمعتها لدى جيرانها. الآن موريتانيا في عين الاعصار، ومنذ يومين احتفت صحافة المخزن بمشاركة موريتانيا في تمارين "الأسد الإفريقي" في المغرب، ولم تكتف صحافة المخزن بالفرح بمشاركة موريتانيا- إذا تأكدت-، لكن فسرتها إنها-موريتانيا- خرجت من حيادها، وأنها صححت موقفها. المصيبة ليست في مشاركة موريتانيا في تمارين عسكرية في المغرب، البلد الذي لازالت اطياف كبيرة منه لا تعترف بها، لكن في تواجدها جنبا إلى مع إسرائيل المجرمة. ماذا تعني تلك التمارين التي ستشارك فيها موريتانيا بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل؟ تعني أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستقومان بتدريب جيوش الدول الضعيفة المشاركة في التمرين مثل موريتانيا، وسيجد الجنود الموريتانيون أنفسهم تحت إشراف الضباط الإسرائيليين الذين لازالت اياديهم ملطخة بدماء أطفال. السؤال الآن هو هل سيرضى الشعب الموريتاني الغيور على فلسطين أن يتدرب جيشه على يد الضباط الإسرائيليين، وهل سيرضى أن يرى ابناء شنقيط الجنود يوزعون القهوة على الإسرائيلين ويحملون لهم لوازمهم مثلما يفعل الجنود المغاربة؟ التفسير الثاني لمثل هذه المشاركة العسكرية الموريتانية مع إسرائيل والمغرب هي أن موريتانيا تعرف الآن مرحلة ترويض خطير كي تنضم إلى القطيع العربي المطبع. هذه المشاركة تعني أن موريتانيا الرسمية سقطت على أنفها شئيا فشئيا، وبقي الأمل في الانقاذ على عاتق الشعب الموريتاني.السيد حمدي يحظيه
أخر المواضيع من قسم : مقالات