" قل لي ما ترسل....أقول لك من أنت ".
كنا و نحن تلامذة في الإبتدائيات و نحن طلابآ في الثانويات، نسمع عبارات، كنا كثيري الإعجاب بها ، و كنا نكررها و نفتخر بها أمام أقراننا.
" قل لي من تصادق....أقول لك من أنت ".
" قل لي ماذا تأكل....أقول لك حال صحتك ".
" قل لي ماذا تقرأ....أقول لك بماذا تفكر ".
أعتقد، بأنه حان الوقت، لإضافة شيئآ جديدآ لهذا "العلم"، و جملة جديدة ، سأرميها اليوم في الفضاء العام.
لاحقآ، سأقول لكم ، ماهو سبب كتابة هذه " التحفة " الأدبية.
هل، فيكم من لاحظ - مثلآ - ، بأنك عندما تستيقظ من نومك صباحآ، تحتسي " قهوتك " و تستعد لخوض غمار يوم جديد ( بكسر حرفيي الميم و الدال )، فإن أو شيء يجب على " المكلف " بعد تصحيح إيمانه، هو فتح " العلامة " واتس آب .
تبدأ في قراءة الرسائل الواردة.
أنا، - عن نفسي - سأكون صريحآ معكم و - بدون زعل - ، أمر على الأرقام و " أستاذوهات " و الوجوه.
هناك، أرقام، عندما أري رسالة من عندها أفتحها مباشرة و بدون تردد.
هذه ، الأرقام، على المستوى المعرفي و على المستوى النفسي ، لا يأتي من عندها إلآ شي " زاغر " و " ماص ماه" و فيه إضافة ما.
هناك من 70 / 80 % من الأرقام، واحلة فيه ألا أي رسالة وصلتها، تحولها مباشرة لكل الأرقام الموجودة على هواتفها، و بدون قرأتها.
هؤلاء، أنا، سأطلق عليهم هنا( كسالى و كرماء المضعوف، الواتس آب ).
أصبحوا عالة على هذا " أجييد ".
هو، يفتح لهم أبواب المعرفة و هم يغلقون عليه أبواب " الرزق ".
هناك ، مجموعة آخرى - مشكورة - ، و هى كذلك تشكل نسبة كبيرة من رواد الفضاء الأزرق، واحلة فيه ألا تطلب لك مولانا، بالتوفيق و بالنجاح و بزين السعد و حسن الخاتمة و بالذرية الصالحة و صلاح الدارين.
تبعث لك ، على صباح ربي، فسيفساء جميلة، ملئية بطيب الحديث و حلو المعشر.
و عندما يكون جنبك 10 زملاء، تجد أنها وصلتهم معك و في نفس اللحظة .
سنطلق ، على هذه المجموعة إسم " ماني ميت ما ني حي".
هناك، مجموعة " حرائق في دقائق ".
يا لخلا بعد.
معها ، سيأتيك كل جديد.
فيه الغث و فيه السمين و فيه ما بين ذلك .
رسائل، هذه المجموعة تبدأ عادة بالعبارة التالية:
" أنت مزلت راقد "؟
" كيفني قمت " .
" أقليع بوك ، الدنيا مقلوبة و أنت راقد".
تلفن أنا حقلا لحد من اصحابك، أعرف أنا الخندريسة شنهي ".
تتصل، يجيبك ، المصدر " المطلع " - جدآ - ، " حق، أخلق أشوي من ذاك....يا خويا، قالوا عنهم ألا أمراتين أدايقوا على أخبار التركة.
ماهو شي ترتد أخبارو...حقلا، أنت شسمعت؟".
هذه المجموعة، سنطلق عليها " يا فظمة ، أنت مزلت راقد؟ ".
تعود البدايات الأولى لمواقع التواصل الإجتماعي لسنة 1994 م ، و أولها كان " جيو سيتز دوت كوم ".
و موقع " تريبود دوت كوم ".
و البدايات، كفكرة كانت في البحث عن أصدقاء قدامى أو تكوين صداقات جديدة
و لا حقآ ، ظهر " ماي سبيس " سنة 2002 م و " لينكد " سنة 2003 م و " بيبو " سنة 2004 م.
الطفرة ، ظهرت مع ميلاد " فيسبوك " سنة 2004 م .
ليصبح سنة 2009 م أكبر موقع للتأثير الإجتماعي و النفسي و الإقتصادي .
ظهر " فجأه "، شاب ( برفع حرف الباء " ، روجي السحنة و معه ظهر أربعة شباب من زملائه في جامعة " هارفارد ". -
قسم علوم الحاسوب - .
الشاب ، كان " مارك زوكربيرغ " و معه " إدوارد سافرين " و " داستن مسكوفيتش " و " كريس هيوز".
خلية نحل، في شكل بشر.
قفزت هذه " الظاهرة " التقنية و المعرفية من 1 مليون متابع سنة 2004 لتصل لمليار متابع سنة 2011 م .
لن ، أتحدث هنا ، عن كم هي ثروت " فيسبوك " اليوم.
ما إروح أعشاه.
نمنا في عالم و إستيقظنا في عالم آخر.
من يومها ، تحول العالم من قارات و دول و مدن إلى " قرية ".
قلت ، لكم في بداية، هذا المقال، بأنني سأشرح لكم سبب كتابته.
يا، جماعة الخير، وسائل التواصل الإجتماعي سلاح ذو حدين و حكمها كحكم الخمر في الشريعة.
" فيها منافع و مضار للناس و مضارها أكثر من منافعها ".
في مقال سابق، حدثتكم عن تأثير هذه " ليشابة" على عقول و قلوب و حتى آجساد أطفالنا.
هذه المواقع بنت أمم و قوضت أمم.
خبيرة في نقل و نشر المعرفة و خبيرة في نقل و نشر الرذيلة.
ولهذا ، يا شباب، إذا إستيقظ احدكم صباحآ - رجاءآ - أن ينتبه لما يرسل و لما يوزع .
فقد ترسل الخير و أنت تدري و قد ترسل الشر و أنت لا تدري.
و خصوصآ، رجلي " حرائق في دقائق " .
أنا بعد راني مزلت راقد .
دكتور : بيبات ولد أبحمد.