هذا الاجتماع زاد من الصدام داخل الحكومة، خاصة أن الوزير المغربي أشار إلى الجزائر بتهكم وهو في العاصمة الإسبانية، مما جعل المتحدثة باسم اليسار الموحد (سومار)، إيفا غارسيا سمبيري، تتصدى له وتقول، حسب جريدة El salto، الصادرة يوم 23 أبريل2025م، إن موقف الجزائر “هذا هو على وجه التحديد موقف الأمم المتحدة ومحكمة العدل العليا للاتحاد الأوروبي”، واتهمت الحكومة بتجاهل القانون الدولي واستخدام الصحراء “كأداة للمساومة لتحسين العلاقات مع الحكومة المغربية”.
وأضافت “أن كل هذا يتعارض مع المسؤولية التاريخية لإسبانيا تجاه الشعب الصحراوي فيما يخص احترام حقوق الإنسان، وحق الصحراء في تقرير المصير، وكذا ما يخص قرارات الأمم المتحدة”.
وتوضح غارسيا سمبيري “أن الحكومة الإسبانية يجب أن ترفض الخطة التوسعية المغربية لأنها مبادرة أحادية الجانب لا تعترف بها جبهة البوليساريو، وبالتالي لا يعترف بها الشعب الصحراوي”.
دائما حسب نفس الصحيفة المذكورة سابقا، فإن “بابلو فرنانديز، الأمين العام لحزب بوديموس، وجّه انتقادات للحكومة الإسبانية بسبب موقفها من الصحراء بعد لقاء وزيري خارجية البلدين، وقال “إن الشعب الإسباني مدين للشعب الصحراوي، ويجب على إسبانيا وهذه الحكومة العمل من أجل إجراء استفتاء تقرير المصير”.
وإذا كانت الحكومة الإسبانية قد ثارت، ووجهت انتقادات قوية للحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا، فإن مناضلي وشرفاء نفس الحزب، قد ثاروا، أيضا، ضد رئيسه الذي استسلم للمخزن.
ففي داخل قواعد وقيادة الحزب الاشتراكي الإسباني، تشكلت لأول مرة، جبهة “اشتراكيون من أجل الصحراء الغربية”، لتدافع عن الشرعية الدولية، وتنتقد موقف الحزب وموقف رئيسه الذي أصبح أداة طيعة في يد المخزن.
حسب جريدة El Independiente الإسبانية، الصادرة يوم 22 ابريل 2025م، فإن جبهة “اشتراكيون من أجل الصحراء الغربية”، قد وجهوا رسالة إلى الحكومة الإسبانية ينتقدون فيها تصريح وزير الخارجية الإسباني يوم 17 ابريل، الذي جدد فيه “تأييد” الحكم الذاتي.
تقول الجبهة في رسالتها: “هذا الموقف لا يتوافق مع الموقف التاريخي لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، الذي أكد في قراراته البرلمانية وبرنامجه الانتخابي التزامه بالشرعية الدولية، واحترام قواعد القانون الدولي، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
وذكّرت المجموعة قائلةً: “إن قرارات المؤتمر الحادي والأربعين لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، المُنعقد في الأول من ديسمبر 2024م، تُؤكد التزام الحزب بدعم “المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة” للتوصل إلى حلٍّ مقبولٍ للطرفين في إطار معايير الأمم المتحدة”.
هذه الرسالة التي كتبتها جبهة “اشتراكيون من أجل الصحراء الغربية”، كشفت نقطة مهمة، وهي أن هناك بنودا سرية في برنامج الحزب الاشتراكي الإسباني الصادر عن مؤتمره المنعقد في بداية ديسمبر الأخير سنة 2024م، يتراجع فيه الحزب عن موقفه من تأييد الحكم الذاتي المغربي، ويعود إلى الشرعية الدولية، لكن لم يعلن عن ذلك إلى حد الآن.
السيد حمدي يحظيه - جريدة الشروق أونلاين