قد تكون مشهدية صراخ ريتشارد الثالث في معركة بوزورث "جواد.. جواد... مملكتي لقاء جواد" إحدى إضافات الكاتب "وليم شكسبير" التي تتكرر في ممالك العصر الحديث ، والتي يحكمها قسراً ملوك برتبة "أبو رغال" وأصحاب شهية مفتوحة للمال ولا تشبع . لكن الملك المفترس الذي حارب بفقر وجهل وضعف المغاربة، وبآمال وأحلام أطفالهم، إمتطى جواد بيغاسوس الإسرائيلي هذه المرة، وسافر حيث الملاذات الضريبية والقصور والفيلات والسيارات الفارهة ، لقاء السادية الاستبدادية والحفاظ على عرش أسلافه السماسرة،و سيرا على نهج جده السلطان عبد العزيز الذي حكم المغرب بين سنتي 1894 و1908 وباع البلاد و جزرها مقابل دراجة هوائية . و "إسراء" محمد السادس على صهوة بيغاسوس الإسرائيلي، و هو حصان مجنح في الأساطير الإغريقيَّة، تدنيس للرمزية الدينية في الذاكرة الجماعية لأكثر من مليار مسلم .وإذا كانت حادثة الإسراء والمعراج بمثابة الفتح النبوي للقدس والمسجد الأقصى. فحصان ملك المغرب الذي إعتلاه ، كان فاتحة بيع المُقدس و التطبيع مع كل مدنس .
فمع كل سفرية للملك التاجر والمستحوذ ، ومع غروب كل شمس في مملكة "ملك الفقراء" ، يذهب المغاربة للسمر في منازلهم ،ليس لخوض النقاش الدائم في الصعوبات اليومية التي تنغص حياتهم، بل لممارسة عادة اليوم، وهي الخوض في كل آخر فضيحة ، في انتظار الغد، و ما يخبئه قدرهم في مسلسل الفضائح في مغرب البيع المفتوح. الذي بلغ معدل شدة الحرمان فيه إلى 42% ، ونال المرتبة 120 في مؤشر التنمية البشرية حسب آخر تصنيف للأمم المتحدة.
شهادات جامعية للبيع في المزاد، هي آخر صيحات الموضة المغربية في "إمبراطورية البحر والمحيط والتناقضات المقبولة". وفي بلد أكثر من ثلث سكانه أميون في سنة 2024 حسب الاحصاءات الرسمية.
فلماذا لا تبيع جامعات الملك ، "المصرفي الأول" في المغرب، و "المؤمن الأول"، و"المزارع الأول"، والمتحكم في صناعة المواد الغذائية وتجارة التجزئة والطاقة ، شهادات الماستر لكل مشتر ؟ .والمستبد الغنوج، يمنح الأجواء والموانىء والثروات لقتل وابادة أطفال غزة، و يرأس دون حياء لجنة القدس .يبيع الثروات ويسأل أين الثروة !
"أمير المؤمنين" هو الدلّال الكبير في سوق المغرب المنهوب ، وفي ثروته المضطردة، أكثر من 2.5 مليار دولار ، في بلاد القهر والاستبداد والفقر و العبودية المشاعة.
ربما أوحي إلى جهابذة المخزن أن ليس للمغرب من المعادن والثروات ما يمنحه لترامب، سوى تسليع كل شئ في المملكة، من بشر وحجر وشرف وقيم . ومجاراة البيع برهن الأراضي الصحراوية المحتلة، واستباحة ثرواتها من قبل عصابات وشركاء الهوليدينغ الملكي ،و المافيا الصهيونية العابرة للقارات.
تباع الأوطان من أجل تضخم جيب و ديمومة عرش السلطان .هي الإجابة الشافية عن أسئلة المغاربة المرتبطة بتدبير الشأن العام والحكامة، والدستور الديمقراطي، واقتصاد أكثر عدالة، و واقع إنتاج الثروة وتوزيعها.
تباع دموع ضحايا زلازل الحوز من أجل الغسيل الإنساني.ويباع القفز في آخر عربات قطار المونديال الاسباني البرتغالي من اجل الغسيل الرياضي. وكما بيع الحشيش كنوع من الغسيل الطبي، تباع حرائر المغرب وغلمانه كغسيل سياحي .وبيعت القدس والمقدس من اجل غسيل الاحتلال للصحراء الغربية.
كل ما ومن عليها يباع.وعندما حاول مواطن شريف ومعدم، ان يبيع السمك، سحق في شاحنة الزبالة . فلربما بيعت الالسن والافواه والاقلام والشهادات فزال العجب الذي اصابنا ونحن نرى القابا علمية وقد سجلت زورا بامثال السليمي والفزازي و نعوم والحسيني والتليدي ودافقير، وجوقة أحمد الشرعي من "صحافة كلنا اسرائليون"......
محمد الفاروق