القائمة الرئيسية

الصفحات

المغرب لم يحصل على ما كان يريد من ترامب


كنت كتبت في المقال الذي سبق، أن رحلة بوريطة إلى الولايات المتحدة لم تثمر عن ما كان مرجوا منها، وقلت أنه رغم إطراء روبيو للحكم الذاتي في البيان المشترك، ووصفه له بالكثير من جُمل الاحتفاء إلا أن نهاية البيان كانت مخيبة لآمال المخزن لإنه يربط كل شيء بتوافق الأطراف؛ الشيء الآخر المهم هو أنه لم يتحدث عن فتح القنصلية في الداخلة المحتلة وهو ما ذهب بوريطة يبحث عنه كانتصار، وأظن أنه ذهب بالمفتاح في جيبه ليسلمه لترامب، لكن خاب أمله. مباشرة بعد نشر المقال، تحدث البعض إنني لم أفهم البيان، وأنني متفائل بشيء غير موجود، وأن بيان الخارجية الصحراوية أكد على خطر الموقف الأمريكي.

صحيح أن موقف الولايات المتحدة الامريكية، منذ البداية، كان مع المغرب، وصحيح أنه يجب إدانته، لكن الحقيقة أن موقف ترامب إلى الآن-نقولها بحذر- أحسن من موقفه سنة 2020م. يتفق معي في هذا التحليل الاستاذ الجامعي الاسباني الكبير، صديق الشعب الصحراوي، رويث ميغيل، الذي يفهم أحسن مني وأحسن منا جميعا، والذي كتب يقول تحت عنوان: هل غيرت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من قضية الصحراء الغربية؟ في تحليل الأستاذ المذكور نجد مقارنة بين بيان سنة 2020م وبيان 8 ابريل 2025م. يقول الأستاذ ميغيل أن بيان سنة 2020م يحمل عبارات قوية مثل " عدم قابلية دولة صحراوية للحياة؛ وكامل السيادة على الصحراء الغربية وفتح قنصلية في الداخلة المحتلة؛ وأن هذه العبارات سقطت من بيان 8 ابريل 2025م، وأن هذا مؤشر على تغيير في الموقف الأمريكي"(انتهى تحليل الأستاذ ميغيل). نواصل نحن ونضيف أنه تتجلى خيبة الأمل المغربية، أيضا، في أن الصحافة المخزنية لم تطبل كعادتها للقاء بوريطة وروبيو، ولم تحتف بالبيان، وابتلعت لسانها لأن القنصلية لم تُفتح. الشيء الثاني المخيب لآمال المخزن أنه حصل على فرصة اللقاء، ومن الصعب أن تتكرر الفرصة مرة أخري، ومن غير المستبعد أن ترامب ربط بين فتح قنصلية في الداخلة المحتلة بفتح المخزن لسفارة في القدس المحتلة وليس في تل ابيب. رغم كل هذا لا يمكن أن نتفاءل أكثر لأن " اَزَغْرْ لصفر" أجواءه متقلبة، ورياحه هوجاء ولا يؤتمن جانبه.
السيد حمدي يحظيه

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...