" حرب السرديات "
هناك بعض المفاهيم و بعض المصطلحات، إن لم تتعامل معها بهدوء، تعاملت معك بخشونة.
مصطلح " السردية " يعتبر مصطلحآ جديدآ في التدوال الإعلامي و في الفضائين السياسي و القانوني .
ماذا يقصد ب " السردية " و ما علاقة هذا المصطلح بكفاح الشعب الصحراوي؟
السردية ، يا شباب هي قطعة " القماش " أو المادة الخام ، ألتي منها يتم غزل و نسج " أحصيرة " الهوية.
هي " أغطا " و هي " أفراش " أي شعب من الشعوب أو أية أمة من الأمم.
شعب بلا " سردية" شعب بايت فلخلا.
رق......خلوة ما خلا.
" ظلعة أللادمية ".
يفترش الأرض و يلتحف السماء.
عندي طلب بسيط ( بضم حرفي الباء و الطاء) .
الرجاء ، بأن لا يتم الخلط بين مفهومين.
هناك ، ما يطلق عليه " السرديات " أو علم السرد .
"Narratology" باللغة الإنجليزية و " Narratologie " باللغة الفرنسية .
هذا، المصطلح ، يعني، نظرية أو علم من علوم الأدب، يهتم بدراسة الأجناس " السردية " ( قصة ، أقصوصة، رواية، مقامة، نادرة ، أسطورة ، خرافة ).
علم ، يدخل تحت باب العلوم الإنسانية، يهتم بتحليل " السردية " الأدبية.
آلياتها و مكوناتها و قيمها الجمالية و الأدبية.
" السردية " ألتي نحن بصدد الحديث عنها اليوم ، يطلق عليها باللغة الإنجليزية " Narrative ".
سأعطيكم مثالآ بسيطآ لتقريب الصورة و لخلق وحدة في التصور .
" السردية " الإسرائيلية، تقول بأن " أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض ".
" السردية " الفلسطينية، تقول بأن لهذه الأرض أهلها و سكانها و بانهم لن يتنازلوا عنها مهما كلفهم ذلك من تضحيات و من ألآم و من مآسي.
هذه " السردية " الإسرائيلية، تغذيها " سردية " أخرى و هي سردية " المحرقة " و مظلومية الشعب اليهودي.
هنا ، تبدأ معركة السرديات.
الآن، تعالوا نحط الرحال في مرابعنا نحن الصحراوييون و في مضارب خيمنا.
ما هي " سردية " العدو و ماهي " سرديتنا " نحن؟
العدو ، يقول ، بأن الصحراء الغربية، أرض مغربية و بأن أهلها كانت في " رقابهم " بيعة لملوك و لسلاطين المغرب .
هذه ،" السردية " تغذيها سردية أخرى، هي أن الشعب الصحراوي، من القلة بمكان، بأنه لا يستطيع تكوين دولة أو كيان( بكسر حرف النون ) ، يمكنه إثبات حضوره بين بقية الشعوب و الأمم.
هذه " السردية " تركها الشعب الصحراوي، أثرآ بعد عين في " لمسايل " و " لفكح " و القلته " و " أبطيح " و " أزمول النيران " .
فرضنا ، على العدو تغيير " سرديته " .
ماذا نقول نحن ؟
و ماذا يقول المجتمع الدولي ( و أصل بعد ماهو قول الإمام مالك ) .
نحن نقول، بأن الصحراء الغربية، أرضآ حرة و كان فيها شعبآ منظمآ يدير شوؤنه و أموره بنفسه و لم يخضع يومآ لسلطة " المخزن " و لم يكن هناك ممثل ( بضم حرف اللام ) للملك أو للسلطان في الصحراء الغربية، يدير شوؤن البلاد و العباد و يجمع " الأتوات " مثلآ أو يضرب له الصحراوييون أكباد الإبل ليصلي بهم صلاة العيد.
هنا ، يا جماعة الخير ، تبدأ حرب " السرديات " .
" سرديتي " و " سرديتك " .
رأس برأس.
خالقة سردية ف " القام" و لاهي تجبر ياسر من البط.
من لا يعرف و لا يتقن الدفاع عن "سرديته"، لاهي يجبر ياسر من لخبيط على الرأس.
خاصو إعود صبار و جلدو ماهو مر .
هناك ، نقطة، لا مناص من المرور عليها و لو مرور الكرام.
في هذا النوع من الحروب ، هناك حروب " السرديات " و هناك حروب " الواقع " .
العلاقة الجدلية بين هاتين الحربين، هي أن لحروب الواقع " حطبها " و لحروب السرديات " حطبها " .
و كلما زاد حطبها ، زاد لهيبها.
هنا ، يقدم كل طرف و كل فاعل في الحرب أو في السلم " سرديته " و كل ما يخدمها من إشاعات و من تضليل و من حرب نفسيه و من معلومات و من تزوير و من تحريف للمصطلحات و للمفاهيم .
حد، ما عندو شيء لذا ، يمرغ أجماعة.
و توف قاع و بلا أطويلة.
تكلمنا، قبل قليل عن " الحطب " .
ماذا، كنا نقصد؟
حطب ، " السرديات " ، يا شباب، هو الإعلام.
الإعلام " الناعم " و الإعلام " الخشن ".
وسائل التواصل الإجتماعي، اليوم يا " أتعمرك " يا " تخليك " .
و أحنا ، بعد ألا أتعمرنا، بإذن الله.
هناك، كتاب، يسمى " الأساطير المؤسسة للسياسة الصهيونية " .
يا ريت يقرأه أحدآ منكم.
ما إلوح فالندم.
ماهي، الفكرة ، ألتي أردت أن تصلكم من قصاصة اليوم؟
أردت، بأن يفهم الشعب الصحراوي، و خصوصآ نخبه و قواه الحية ، بأننا اليوم و بعيدآ عن حربنا ألتي نخوض منذ إعلان الجمهورية العربية الصحراوية ضد عدو محتل و غازي و معتدي ، فإننا نخوض حربآ أخرى ليست أقل شراسة و ليست أقل فتكآ.
حرب ، كل شيء فيها مباح .
و الطامة، الكبرى، هي أنك، يمكن أن تكسب حرب الميدان و تخسر ، حرب " السرديات " .
و هذا ، باللهجة الحسانية ، معناه ، عن كذب الناس ، أغلب حقك.
يجب، علينا أولآ نسج " أحصيرة " سرديتنا و إعود " أزارانها " و " أسبطها " زينين و أنزيزها " مدكوك " و أحبالها أمتان و قاعدات ألها ، نزازات ، حتفات من الصبح لليل.
صبة ، فأثر صبة.
باللعب و بالظحك و بأزغاريت.
لامناص هنا ، من إستخدام الإستعارة لإيصال الفكرة.
لحصيرة، قاعدات عندها حتفات و " السردية " قاعد ألها شعبآ بأكمله، بغضه و بغضيضه.
هل وصلتكم ، فكرة اليوم؟
حرب " السرديات ".
كيف، سيقدمنا العدو للعالم و كيف سنقدم نحن أنفسنا للعالم .
و كيف سندافع نحن عن " سرديتنا " أمام العدو و أمام العالم.
من لا " سردية " له ، لا ماضي، و لا حاضر و لا مستقبل له .
حد، يا لرباعة يتبارك مع " سرديته " إزينها و إحفلها و إينلها و إمسكها.
سردية، بعد ما تحشمك قدام العالم و قدام عباد الله.
و أمنين أتزينها و أتحفلها و أتنيلها و أتمسكها، كب العندك من أتعمار عندها.
الموضوع، أصبح موضوع شرف يا شباب.
و جمعة مباركة.
دكتور : بيبات ولد أبحمد.