موقف حزب النهج الديمقراطي ليس جديدا بالمرة فهو امتداد واستمرار لمنظمة إلى الأمام اليسارية المعروفة التي تأسست سنة 1970 و لايتسع المجال هنا للاستفاضة في مواقفها التاريخية و المشرفة ، وقدم مناضلوها ضرائب ثقيلة وصلت لدرجة الاستشهاد وفي مقدمتهم قادة المنظمة كعبداللطيف زروال وسعيدة المنبهي وأيمن تهاني ولائحة طويلة من الشهداء، والموقف المعبر عنه خلال محاكمتهم الشهيرة سنة 1977 بالدارالبيضاء حينما قال الفقيد ابرهام السرفاتي بإسم المجموعة لتعيش الجمهورية الصحراوية والجمهورية المغربية ولتعيش الوحدة بينهما هو موقف منقوش في الذاكرة فضلا عن ماجاء في ادبياتهم ، وأكثر من ذلك رفضوا المساومة رفضا تاما في هذا الموقف وغيره ، واستحضر هنا واقعة عندما قال الحسن الثاني ردا على طلب زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق دنييال ميتران عندما طلبت منه إطلاق سراح المعتقلين السياسيين اليساريين سنة 1985 أثناء زيارته لفرنسا و وعدها بذلك، ولكن رفاق منظمة إلى الأمام رفضوا المقايضة بخصوص قضية الصحراء الغربية وقال الحسن الثاني مقولته المعروفة : * ان حقوق الإنسان تقف عند الصحراء بالنسبة لي ".
وبالفعل لم يطلق سراحهم إلا في غشت 1994 وطرد ابرهام سرفاتي للخارج بحجة انه برازيلي سنة 1991 وتفاصيل عديدة.
اما حزب النهج الديمقراطي فقد رفض دعوة مستشار القصر محمد معتصم الموجهة للاحزاب المغربية لمناقشة مايسمى مقترح" الحكم الذاتي" بمبرر موقفه المبدئي من قضية الصحراء الغربية، وسبق له ان توصل برسالة الرئيس الشهيد محمدعبدالعزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو في المؤتمر الثاني للحزب في يوليوز 2007 والمؤتمر الثالث في يوليوز 2012، وأطلقت جبهة البوليساريو اخر فوج للاسرى المغاربة في غشت 2005 استجابة لطلب إنساني لحزب النهج الديمقراطي والصحفي المغربي عالي المرابط ، والعديد من المواقف التي تؤكد على أن موقف حزب النهج الديمقراطي من قضية الصحراء الغربية ينسجم مع موقفه المبدئي والثابت من تقرير المصير بغض النظر عن الشعب الذي يريد ان يقرر مصيره والا فقد هويته ومرجعيته السياسية والايديولوجية كحزب يساري.
تحية عالية لرفاقنا في حزب النهج الديمقراطي والشعب الصحراوي يقدر مواقفكم وتضحياتكم الكبيرة.
نحن الصحراويون مطالبون بقراءة تاريخ اليسار الجذري المغربي وتعميق الفهم لدى شعبنا بأن الصراع مع النظام المغربي المحتل وليس مع الشعب المغربي المناضل والرائع.
جزء من الصحافة المغربية في استهدافها لحزب النهج الديمقراطي.
بقلم : المعتقل السياسي السابق ورئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المناضل علي سالم التامك