القائمة الرئيسية

الصفحات

المغرب الوجه القبيح الآخر للصهيونية المتطرفة


بقلم : عبد الله ولد بونا _خبير استراتيجي
23يونيو2025
لم يعد التحالف المغربي الإسرائيلي مجرد تطبيع عابر، بل تحوّل إلى شراكة أمنية واستراتيجية تتقاطع فيها أهداف الاحتلال مع أجندات مغربية وإماراتية، في إطار مشروع إقليمي متكامل يخترق شمال إفريقيا والساحل، ويخدم تطلعات الصهيونية المتطرفة في إحكام الطوق على المقاومة وتطويق الجزائر

من التنسيق السري إلى التحالف العلني
العلاقات المغربية الإسرائيلية تعود إلى ستينيات القرن الماضي حين سهّل المغرب تهجير يهوده إلى فلسطين المحتلة وفتح قنوات مع الموساد مقابل دعم مادي وعقد عمالة طويل الأمد.
كانت قمم العرب في المغرب وخارجه تنقل نقلا فوريا لتلابيب وأصبحت البعثات المغربية الدبلوماسية والقتصلية والجاليات ذراعا استخباراتيا متعدد المستويات لاسرائيل.
لافرق بين دولة "شقيقة" وصديقة".
و تحوّلت هذه العلاقة إلى تحالف مؤسساتي مع اتفاقات أبراهام 2020، حيث تم تبادل السفراء، وتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية، وإطلاق مشاريع مشتركة في الصناعات الدفاعية.

الجواز المغربي في خدمة الموساد
استخدمت إسرائيل بسهولة جوازات سفر مغربية لتسهيل حركة عملاء الموساد في عمليات اغتيال وتجسس، كما في اغتيال المبحوح في دبي (2010).
وكشفت تقارير أمنية عن استغلال الموساد لهذا الجواز ضمن برامج تغلغل في دول إفريقية وعربية وفي ايران وغيرها
المغرب كمنصة استخباراتية لإسرائيل
وجود مراكز تنصت إلكترونية بإشراف إسرائيلي في المغرب والصحراء الغربية
واستخدام "بيغاسوس" من إنتاج شركة NSO الإسرائيلية للتجسس على معارضين وصحفيين وقيادات جزائرية وعلى رؤساء دول ومؤسسات أوروبية وعربية وإفريقية
و تعاون سيبراني متكامل بين أجهزة أمنية مغربية وإسرائيلية.
الجالية اليهودية المغربية رافد استراتيجي للصهيونية
هناك أكثر من 700 ألف يهودي من أصول مغربية يشكلون خزانًا بشريًا للجيش والسياسة في إسرائيل.
ومن أبرز الأسماء: أرييه درعي، دافيد ليفي، مئير كاهانا وغيرهم، 
و تُستخدم هذه الجالية كأداة ناعمة لاختراق المغرب اجتماعيًا ودينيًا وتاريخيًا.
ويتسارع تهويد المناهج التعليمية والعمرانية في المغرب مقابل حصار يضيق على المساجد وعلى أملاك المغاربة العقارية والزراعية لمنحها لليهود كملاك تاريخيين هاجروا طوعا من المغرب إلى اسرائيل وعادوا لوضع اليد على أملاكهم التاريخية!
دور المغرب في العدوان على غزة
تسريبات تحدثت عن استخدام منشآت مغربية في الدعم اللوجستي للعدوان الإسرائيلي على غزة، خصوصًا في النقل والمراقبة الجويةعبر موانئ مغربية ومطارات
و استمرار التعاون الأمني والعسكري خلال المجازر في القطاع يؤكد تورطًا وظيفيًا في المشروع الصهيوني الدموي.

تصريحات إسرائيلية معادية للجزائر من قلب المغرب
لأول مرة في تاريخ المغرب العربي يطلق  وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق يائير لابيد من الرباط تهديدا لدولة عربية مغاربية  مركزية يقول فيه  أن "الجزائر تهدد استقرار المنطقة"، ولم يصدر أي رد رسمي مغربي علي ذلك.
و تكشف هذه التصريحات عن اصطفاف مغربي واضح ضمن الحلف المعادي للجزائر والمقاومة.
التعاون العسكري المغربي الإسرائيلي
توقيع اتفاقية دفاع شاملة (2021) تشمل الطائرات بدون طيار، أنظمة الحرب السيبرانية، والتدريب العسكري المشترك.
تصنيع طائرات "كاميكا" في جنوب المغرب بتمويل إماراتي وتكنولوجيا إسرائيلية.
إسرائيل تشارك بشكل معلن في مناورات "الأسد الإفريقي" التي تقودها أمريكا والمغرب.


8. النفوذ الديني والسياسي الصهيوني في المغرب

يتمتع اليهود في المغرب بامتيازات تفوق المسلمين في إدارة الأوقاف والمزارات في ظل تضييق متنام على المنابر الإسلامية 

مهرجانات الهيلولة تحولت إلى منصة تطبيع ديني بحماية رسمية وتنظم في معابد يهودية متزايدة وفي نشاطات متنقلة بالمغرب.

وإسرائيل  تسوّق المغرب عالميًا كمثال "للتسامح اليهودي الإسلامي" بينما يُقمع دعم فلسطين داخل المغرب ويمنع من الزخم 


 الإمارات: الشريك الثالث في التحالف المغربي-الإسرائيلي

تموّل الإمارات مشاريع تسليح واستخبارات مغربية-إسرائيلية مشتركة.

وتوظّف أبوظبي شركات واجهة لتسهيل الاستثمارات الصهيونية في المغرب.

وتتقاطع الإمارات مع المغرب وتل أبيب في العداء للجزائر، واختراق شمال إفريقيا دبلوماسيًا وأمنيًا.

والإمارات توفر غطاءً أمريكيًا سياسيًا لهذا التحالف وتديره وظيفيًا في ظل انسحاب النفوذ الفرنسي.


إن تحوّل المغرب إلى منصة استراتيجية متقدمة للصهيونية المتطرفة، لم يعد محصورًا في التطبيع الدبلوماسي، بل تمدد ليشمل الدعم الاستخباراتي والعملياتي، والرؤية المشتركة و التورط  المباشر في جرائم غزة،والمشاركة في تحالف عدائي ثلاثي ضد الجزائر ودول المغرب العربي .
وعمل المغرب والإمارات على شرعنة النفوذ الإسرائيلي بأدوات ثقافية ودينية وتكتيك ناعم عمودي وأفقي يخترق أنظمة دول المنطقة بالدعم المالي والوعود الاستثمارية واختراق النخب السياسية والمجتمع المدني بوسائل ناعمة مادية ومعنوية .
إنه وجه قبيح  لتحالف خطير، لا يخدم إلا أعداء شعوب المنطقة وتفكيك إراداتها، ويجعل من المغرب أداة صهيونية متعددة الوظائف في قلب المغرب العربي.
مسنود بمال إماراتي مسخر لأهداف الصهيونية المتطرفة !
 ملحق المصادر (إسرائيلية – غربية – عربية)
 إسرائيلية:
1. Jerusalem Post – تصريحات لابيد من الرباط ضد الجزائر
2. Haaretz – اليهود المغاربة والنخبة السياسية الإسرائيلية
3. Times of Israel – مصنع طائرات مسيرة بإشراف إسرائيلي في المغرب
4. Israel Hayom – المغرب كمنصة استخباراتية إسرائيلية في إفريقيا (تحقيق خاص، 2023)
غربية:
1. The Guardian – بيغاسوس واستخدامه في المغرب
2. Le Monde Diplomatique – المغرب وإسرائيل: تحالف سري استراتيجي
3. Politico Europe – استخدام الموساد لجوازات مغربية
4. Reuters – اتفاقية الدفاع بين المغرب وإسرائيل
5. The Intercept – الإمارات والمغرب وإسرائيل: محور استخبارات مشترك
6. Citizen Lab – بيغاسوس والتجسس على شخصيات جزائرية
مصادر  عربية:
1. الجزيرة نت – المغرب واختراق بيغاسوس
2. الميادين – التحريض على الجزائر من الرباط
3. عربي21 – الإمارات و"إسرائيل" في المغرب
4. القدس العربي – استثمارات صهيونية في الصحراء بتمويل إماراتي
5. أريج – المغرب كمنصة لوجستية غير مباشرة في العدوان على غزة

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...