" الثورة و الدولة"!
ثورتنا....نحن و دولتنا.
في العلوم السياسية، الثورة " Revolution", تعني التحول.
تحول سريع و جوهري لدولة ما أو لشعب ما أو لمكون ما ( قد يكون مكونآ عرقيآ أو دينيآ أو سياسيآ ) أو الثورة علي وضع ما، يخص تحولها الطبقي أو هياكلها العرقية أو الدينية أو السياسية.
الثورة، كمنطلق هي حالة وجدانية مرتبطة بضرورة أو حتمية التغيير.
بمعنى آخر، الثورة هي حالة، تتحرك في تناسق تام مع منطق التاريخ أو أحيانآ / غالبآ ضد سير " حركة" التاريخ.
الحديث عن سير حركة التاريخ، هنا يعنى" تاريخ"، مملكة أو إمارة أو طبقة أو إيديولوجيا صارت هي نفسها عبء على شعوبها و على السير الطبيعي للتاريخ.
في شهر يوليو سنة 1917، كان على لينين* الإختباء لعدة أسابيع بعيدآ عن أعين السلطات القيصرية لتجنب خطر الإعتقال.
في ليالي الأمل و الإنتظار كتب لينين أحد أروع كتبه" الدولة و الثورة - The State and Revolution "
كانت العبارات الأولى ألتي خطها لينين في مخبأ تحت الأرض بمدينة" سان بطرسبورغ"، هي " الثورة، مثل الرواية، أصعب ما فيها هو نهايتها".
و كتب تحتها بقلم الرصاص ( حسب مؤرخي الثورة البلشفية):
1 - علي الثائر إمتلاك تصور واضح عن هدف الثورة و عن وسائل ديمومتها و سبل إنتصارها و تقوية و تغذية عوامل نجاحها و صمودها.
2 - الوعى بما يحاك للثورة.
3 - السهر علي وحدة و تلاحم عناصر الثورة.
4 - الحفاظ على الصورة الناصعة للثورة.
كتاب" الدولة و الثورة" وصفه الثائر - اليساري الإيطالي " لوسيو كوليتي"، بأنه " أكبر مساهمة للينين في تاريخ التنظير السياسي".
السؤال المركزي في " الدولة و الثورة"، كان الجدلية ألتي تحكم التحول الطبقي من الدولة للثورة للدولة.
ديمومة الدولة و ظرفية الثورة.
لينين كان مقتنعآ بصعوبة" إصلاح" الدولة القيصرية.
و لذلك طرح مفهوم التغيير الطبقي ، بدل التحول الطبقي.
في مؤلفات لينين اللاحقة، كتب لينين كثيرآ عن" مشاكل التغيير".
لينين، كتب " بأن تغيير واقع ما، من الصعب أن يتم بوسائل مؤسسية أو بوسائل قانونية من وجهة نظر السلطة الحاكمة".
و لهذا تحدث كثيرآ عن" ثقته الكبيرة في إنتصار البلوليتاريا و عن خوفه الكبير من دكتاتوريتها".
لن أطلب منكم قرأءة :
_ مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية.
_ ما العمل؟
_ المادية و المذهب النقدي - التجريبي.
_ دكتاتورية البلوليتاريا.
هناك معضلة كبرى وقفت كعقبة أمام الآباء المؤسسون للفكر الشيوعي - الإشتراكي و هي ترتيب الأولويات السياسية و الفلسفية و الإجتماعية و الإقتصادية و الإجابة على السؤال الذي سيكون أحد الأعمدة النظرية في الفكر الشيوعي.
هل نمط الحياة، هو الذي يحدد نمط التفكير، أم نمط التفكير هو الذي يحدد نمط الحياة؟
الآباء المؤسسون - السوفيت، كانوا أكثر ميلآ ل" نمط التفكير، هو الذي يحدد نمط الحياة".
نعود لمضارب خيمنا.
بعيدآ عن الجانب النظري للفكر الشيوعي - الإشتراكي و بعيدآ عن " الأساطير " المؤسسة لأي فكر، دعونا و من باب " الإعارة"، نحتفظ لأنفسنا بالعنوان فقط" الدولة و الثورة".
نحن ثورة أسست دولة في المنفي.
الأسس النظرية لقيام الدولة، كان فكر الثورة و منهج الثورة و مقاصد الثورة.
الثورة واقع و الدولة مشروع.
السؤال، الذي لا مناص من طرحه هو جدلية الثورة - الدولة.
ما هو سبب" أكل" الدولة للحركة؟
كيف يمكن الموافقة بين أسئلة التحرير و أسئلة التمثيل و أسئلة وجود الدولة كهياكل و كمؤسسات، مهمتها الأساسية توفير عوامل صمود الحركة و عوامل ديمومتها و أسباب سيرورتها.
نظريآ، المباديء و الدستور و برنامج العمل الوطني و النظام الأساسي، هي الروافد و المعين الذي تنهل منه الدولة و الحركة.
لا يمكن ل" دولة" تعيش في المنفى و تطالب باستقلالها و بإسترجاع أرضها، أن يختلف فيها إثنان على أولوية و أسبقية الحركة على الدولة .
أنا، هنا لا أتحدث عن كرونولوجيا التأسيس و لكن عن أولويات" التكليف".
لن تقوم لنا قائمة، ما لم نعود لطرح سؤال" الأولويات".
لا تخافوا من طرح الأسئلة.
فنقطة عرق في التدريب، قد تحفظ نقطة دم في المعركة.
" الثورة، الآن أو أبدآ".
د : بيبات أبحمد.