القائمة الرئيسية

الصفحات

الرئيس يحتك بالخط الأحمر !!


في أجواء العثرة التي أوقعت الرئيس في مصيدة الاحتكاك بالجيش، حين عالج مشكلة قائمة هناك ، منذ عدة أشهر، بحل (تفكيكي)، ترفض كل أذن سماعه ، ويأبى كل عقل تقبله. رأينا. هو أن الفكرة التي اختارها الرئيس لعلاج مشكل فساد يمكن العثور عليها في أي جيش في العالم ؛ لم تكن أفضل الأفكار المتاحة لعلاج مثل هكذا مشاكل؛ لأن تفكيك فيلق من المقاتلين لمجرد أنهم رفضوا التصرف بزاد القتال، هو أمر لايمكن القبول به ؛ لأنه تجرؤ على المس بالجيش أهم دعامات قوتنا الذاتية.

ما وقع هو ردة فعل ، غير عاقلة، وغير مدروسة العواقب، قدمت صورة مجانية عن جهل النظام لأسرار فك العقد بأقل تكاليف ممكنة.

يا سيادة الرئيس، ويا مستشاري الرئيس وما أكثركم عددا وما أقلكم فائدة.الجيش ليس مسمار حتى يضرب بمطرقة ، وليس بناية غير قانونية ظهرت فجأة في الشارع العام ، حتى يصدر مرسوم رئاسي بتفكيكها. فهل كانت عقولكم في عطلة سلام ؟

دفع الرئيس وتشجيعه على الاحتكاك بالجيش، هي فكرة مسممة، و فكرة غائبة عن الوعي،و مسؤولية مشتركة خطيرة جدا، ومقدمة لما هو أخطر، وعلامة دالة على قرب لحظة انكسار الجرة ، وضياع الجمل بما حمل.

على أي كان. حادثة احتكاك الرئيس بأخر ركيزة لم تلوثها السياسة، منذ عام 1988، أعادت تحريك الأمور من زاوية جديدة ، غير تقليدية، وأبانت بالحجة على أن المصير في خطر، وأنه ليس في ضيافة أيادي آمنة، كما كان يعتقد ، ويخبر عن وجود مهزلة تقود الشعب الصحراوي نحو الإذلال.
الحادثة زادت من عدد الأصوات التي تنادي بعقد ندوة وطنية لتقييم الوضع و الجواب على سؤال: إلى أين نحن ماضون ؟ وهذا رأس الحكمة. الأمور مازالت في بدايتها وهناك وقت كاف تداركها قبل خروجها عن السيطرة.
أعرف بأن النظام يقف بالمرصاد ضد فكرة عقد ندوة مهما تكن صفة الداعي لعقدها ؛ لأن النقاشات تمثل ضغوط عليه ، فهو لا يمتلك جوابا على أية أسئلة أكثر من التهرب من اللقاءات ، لا تلك التي تطالب بها هيئات رسمية ، ولا تلك التي تطالب بها جهات مفتوحة. ويبقى الخطأ أن يضيع الصحراويين وقتهم في النقاش، الغير مؤطر على منابر التواصل الإجتماعي، بدلا من الإسراع بالذهاب إلى عقد ندوة وطنية لتفقد سلامة عقول المسؤولين عن تشغيل محرك السفينة التي يبدو من خلال المؤشرات بأن ربانها ينوي طحن الجيش .
بقلم الاستاذ : ازعور إبراهيم

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...