القائمة الرئيسية

الصفحات

بعيدا عن السياسة وقريبا من الوطن والمواطن


تذهب بنا احيانا بل غالبا السياسية في عوالم فنها الممكن وشيطانها الساحر و نتيه في دروبها العرجاء  تميل بنا يسارا و يمينا إلى درجة يصبح الوطن بمفهومه العميق مجرد فلان أو علان أو جيل بعينه ننسى أن في عمق الوطن مواطن يحكى كل يوم قصة و والف قصة من التحدى والصمود والمعاناة في مواجهة واقع اللجوء المفروض.
يقول الزعيم الهندي غاندي كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن وكأنه يصف حالنا نكتبوا عن كل شئ الا عن معاناة حراس القضية واوتاد الأرض وأهل الميدان في الجيش والتعليم والصحة والاعلام وفي وظائف شين اسعد وادمير اشين بدوائر والولايات في قطاعات المياه والغاز والبيئة وتوزيع والاستقبال.
أنتَ او أنتِ يا من  تكتب في بلاد ما وراء البحر وذاك أو تلك التى تكتب في البلدان المجاورة لمخيمات اللاجئين أو حتى في مناطق الظل والراحة في بلاد العم حاسي عبدالله علينا أن ندرك بحس وطني واعي وجامع أن في الوطن مواطن هو الوطن وهو الدولة وهو والحركة.

قبل ولوج فصل الصيف الذي يمثل كابوس مرعب في المخيال الشعب الصحراوي مثلما كان الشتاء في مماليك الشمال اوروبا القديمة يدخل اللاجئون الصحراوييون في معركة البحث عن البدائل لكن ليس لغالبيتهم القدرة على خلق البدائل فيجبرون على الاستسلام لضربات اريف القاتلة وللحرب النفسية الشرسة مع ما يسمى بشرگية السامة واعجاج شهري جويلية و أوت المرعب.

انت اخي المهاجر وانت اختي المهاجرة في بلاد الغربة أدرك انك أكبر من أن تنبه في هكذا مواضيع ففي جيناتك الوراثية من الايثار وحب التعاون والتكافل الاجتماعية مايكفي ليدرس حاتم الطائي في فن الكرم حاول قليلا أن تدرك معي ابعاد الصورة وحاول أو حاولوا  أن تدركوا أن مساهمة بسيطة في صندوق اجتماعي لاتتجاوز يورو أو اثنان شهريا قادرة أن تصنع ابتسامة لعائلة شهيد أو جريح او معلم أو مربى أو عريفة أو شرطي.

تذكر اخي المهاجر اختي المهاجرة ان فيهم من سهر على تربيتك وهو يطعمك بابية وريدة في التربية  وفيهم من علمك القراءة والكتابة وفيهم من يطبب ابنائك في ظروف صعبة وفيهم من يحمي مخيكم من اللصوص باستفادات نشفانة وفيهم أبناء وبنات من أستشهد من أجل أن يصبح لك وجود واعتراف في حدود ومطارات هذا البلد أو ذاك.
بينما تعيش انت معركة الغربة النبيلة يعيشوا هم وهن في معركة الحفاظ على توفير الحد الأدنى من الخدمات لعائلتكم الصغيرة والكبيرة بالمخيمات في ما يعرف بالحرب القومية أو مقومات الصمود في مجالات الصحة والتعليم والداخلية والبيئة وغيرها.
بقلم الاستاذ علالي محمود

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...