القائمة الرئيسية

الصفحات

الشعب الصحراوي يخوض صراع وجود رغم تعدد الجبهات التي تحاول الإجهاز على حقه في الحياة


بعد النجاح الباهر للثورة الصحراوية التي أحرزت انتصارات ميدانية كبيرة واستقطبت الجماهير، أصبح الصراع صراع وجود رغم تعدد الجبهات التي تحاول الإجهاز على هذا السلاح الذي حققه الشعب الصحراوي وبات من الضروري الحفاظ عليه وتحصين الوعي الجماهير به، كمكسب لفرض الوجود وتحقيق الحرية والكرامة.
ما يحتم الوقوف في مواجهة مباشرة مع مخططات وأساليب تستهدف القضاء على الثورة والتأثير على شرعيتها من الاستعمار وأعوانه المتربصين من الداخل المدعومين من الخارج ودوائر التخابر وهنا ينبه الولي إلى تلك المخططات الاستعمارية الرامية إلى خلط الأوراق وخلق كيانات موازية تخدم مصالح الاستعمار ومطية لتعطيل الثورة وإطالة عمر الاحتلال عبر تأسيس حزب "الاتحاد الوطني الصحراوي" ليكون بديلا للجبهة، ويقترح حكما ذاتيا داخليا يخفي نوايا اسبانيا الاستعمارية التي تقديم نفسها بأنها منفتحة وستعطي للشعب الصحراوي استقلال داخلي لتظل تدير شؤون الصحراويين وتستغل خيراتهم وتبقى مستعبدة لهم بطريقة أو بأخرى ويبقى الاستعمار صاحب الفضل على الصحراويين، لكن رد المؤتمر الثاني للجبهة كان واضحا حيث نصت أدبياته على "إن فكرة الحكم الذاتي ليست سوى مناورة استعمارية، تحاول إسبانيا من خلالها تغطية فشلها والتشبث بالبقاء مسيطرة على وطننا ونهب خيراته".
وبعد فشل هذا الأسلوب بدأ التحضير للمغرب ليحل محل اسبانيا وأكدت الأخيرة بأنها لن تهاجم المغرب وأنهما أصبحا صديقين وهذا أمر مريب في نظر الولي حيث ان دوليتين كل منهما كانت تريد القضاء على الأخرى وبسرعة تصبح كل منهما صديقة للأخرى وتمدح كل منهما الأخرى وهو ما يفسر سر هذا التقارب الذي يمهد لإحلال المغرب محل اسبانيا ورفع رايته وإبقاء الشركات التي تستنزف الخيرات وإبقاء القواعد العسكرية الاسبانية والأمريكية لضمان السيطرة "ليس بالأمر الهين أن يثور الشعب لمدة عام ونصف وفجأة يأتي قادم ويحل محله، فيؤكد على ضرورة إطلاق صيحة في العالم من اجل أن ينصت لحقيقة الشعب الصحراوي وأحقية ما ينادي به"
فالاستعمار لن يظل يتفرج على الثورة وهي تشعل النار تحت أقدامه لتحرقه لابد ان يعمل على إضعاف الثورة ومحاربتها وتلك المحاربة يحددها الولي في نقطتين الأولى : حصار الثورة في العالم من اجل منع من يساعدها وحتى تبقى عديمة الوسائل.
النقطة الثانية :تتمثل في الضغط على الصحراويين من اجل فصلهم عن الثورة وتأثرهم ماديا واقتصاديا ويستدل الولي على ذلك بمحاولة الاحتلال فصل القاعدة الشعبية عن الثورة بأساليب الترغيب والترهيب والزج بالمناضلين في السجون واتهامهم بالجنون وتصفيتهم جسديا مثلما فعل مع المعارضين السياسيين.
 ولإنجاز هذه المهمة استعانت اسبانيا بوكالة المخابرات الأمريكية التي كانت تساعد الاستعمار على الطرق الكفيلة بالحفاظ على مصالحه في المنطقة، وبالفعل أعطيت الأوامر للمغرب بالعمل جنبا إلى جنب مع اسبانيا وان يختار بان تحافظ على مصالحه أو يحافظ هو على مصالحها".
فقام المغرب الذي تتخذه الدوائر الغربية "أداة" لتنفيذ أجندتها بتطبيق ما اتفق عليه مع اسبانيا والذي خططته امريكا لكن ثقة الولي في الشعب ظلت اكبر من كل هذه المخططات فيقول "هناك قوة شعبية أضعفت الاستعمار حتى أصبح غير قادر على المواجهة وأصبح يبحث عن مصالحه الاقتصادية والإستراتيجية ما دفعه إلى التآمر مع المغرب وأمريكا للحفاظ على هذه المصالح، لكن القدرة التي أظهرتها الجماهير والتي استطاعت أن تصمد أمام آلاف الجنود وأمام البوليس والجندرمة هذا الأمر يجب ان يعطى له اعتبار ويفهم على انه لا يمكن تجاوز هذا الشعب القوي وهذا يجعلنا نثق في النصر لان الجماهير التي لا يؤثر فيها الطمع او الخوف ستظل تناضل وتكافح وتحاصر الاستعمار وأعوانه وتحمي الثورة حتى توصلها الى أهدافها.
المصدر: كتاب الثورة الان او ابدا ـ حمة المهدي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...