مثل استشهاده في بواكير الثورة نقطة تحول في قدرة البوليساريو كحركة تحرير على الإنتاج الفكري السياسي والنضالي خارج الصندوق.
لم يكن الشهيد الوالي انسان عاديا بقدرما كان عبقريا فذا يستبق التحولات السياسية والعسكرية المستقبلية في المنطقة والعالم وهو يفكك متغيرات الحاضر ببصيرة خارقة وقدرة فائقة على التحليل وربط المتغيرات.
لقد كان الوالي رجل الأمة فإرثه في الفكر السياسي مازال يشكل مرجعية في الحركة والدولة و خطاباته ومحاضراته على قلتها مازالت تمثل مدرسة فكرية في العلوم السياسية والعسكرية الصحراوية.
لم يكن فكره السياسي مروحة للكسالى كما كان يقول محمود عباس العقاد عن أدبه، فالبدوي البسيط الذي قال في منتصف سبعينيات القرن الماضي لكل الاطر أن مايطلق عليه التقنية ستشكل واحدة من أكبر التحديات العسكرية للمقاتل الصحراوي وكأنه كان يرى بنظرته الثاقبة المسيرات المخزنية وهي تستاسد في أراضينا المحررة بكل حرية.
لقد جمع الوالي بمثالية كانطية فريدة بين التكوين السياسي للأطر والممارسة الميدانية للفعل النضالي في مختلف الساحات فكان دبلوماسيا ماهرا وسياسيا محنك وإعلاميا مفوه و مقاتلا شجاعا يتقدم الصفوف في القتال والحرب لا في الرتبة والمناصب.
رحم الله الشهيد الوالي مصطفى السيد وجميع شهداء ثورة ماي الخالدة.
بقلم الاستاذ : علالي محمود