الوزيرة التي أصبحت اول امرأة تتولى وزارة الداخلية في بلد عربي كان يحذوها الامل في ترك بصماتها في البناء المؤسساتي والدفع بها نحو الامام مثلما يشهد لها بذلك في مناصب سابقة على غرار الثقافة والتعليم و ولايتي آوسرد والسمارة، وما سجله حضورها من انضباط وعمل دؤوب بعيداً عن الشعارات الرنانة والمصالح الضيقة.
تولت مريم منصب وزارة الداخلية وهو منصب ليس بالسهل ويحتاج إلى كثير من الصبر و اتساع الصدر والكثير الكثير من التحمل أجرت الوزيرة زيارات ومعاينات إلى امتدادات الوزارة بالإضافة إلى قرارات و إجراءت تصب كلها في مصلحة المواطن وكان لها من الشجاعة ما غاب عن الكثيرين وهو الصرامة ومحاربة الفساد فعلاً لا قولاً وهي مواقف دفعت ثمنها باهظاً من خلال خلافات مع الوزير الأول الحاضر الغائب الذي أراد التضحية بوزيرة أعطت الكثير للقضية و الوطن هو وزملاء لهُ خيار لم يجد رئيس الصرامة أي خيار سوى استحداث منصب للأخت مريم بعيداً عن الوزارة الأولى، رغم أن الأخت مريم تقدمت منذ حوالي شهرين بطلب إلى الرئيس من أجل إعفائها من منصبها بسبب حساسية المنصب والفراغ الذي تركته لأسباب صحية وهذا يُحسب لها بعيداً عن نوايا الخُبثاء من تجار المعاناة و الثورة.
هؤلاء يُريدون اشخاصاً لا أثر ولا وزن لهم اشخاصاً تكون صفاتهم الولاءات والإملاءات فقد ضحو من قبل برجال أقحاح يشهد لهم التاريخ بالبطولة والصرامة والمواقف كمحمد لمين البوهالي والبشير مصطفى السيد أطال الله في أعمارهم و وزير الدفاع السابق الشهيد بإذن الله عبد الله لحبيب البلال رحمه الله و آخرين…
في ظل فراغ الساحة السياسية من رجال الدولة ورحيل أغلبهم عن دُنيانا الفانية كالشهداء بإذن الله من أمثال العقل المفكر سيد أحمد بطل رحمه الله والدبلوماسي المحنك امحمد خداد رحمه الله وغيرهم لم يبقى إلا رجال قلائل أصبحوا بين المطرقة والسندان وحالهم يُغني عن السؤال.
خرجت مريم مرفوعة الرأس رغم طعن الرفاق وستعود بإذن الله أقوى من قبل ونصيحتي لها أن تواصل علاجها بعيداً عن صخب الغرف المظلمة والنوايا الخبيثة فكل صحراوي وصحراوية يعرف من هو الصادق الأمين ومن هو المتمصلح الخائن.
بقلم الإعلامي: محمدلمين حمدي