القائمة الرئيسية

الصفحات

بين العدسة و الهوية تولد شخصية "التاسوفرة"


بقلم: محمد مغاديلو
يفاجئنا هذه الايام حائط الفضاء الازرق بصفحات أمل و بشرة بعد برهة دهر من الضجر والسواد و النعيق و الرذاءة التي عششت لسنوات بدون محتوى إعلامي هادف يكسر عتمة المستنقع الذي يسبح فيه جيل من المدونين نحن من صنعهم بالتصفيق و التهليل و التبجيل رغم بخس سوقهم العلمي و الادبي و الفني و الابداعي بصفة عامة.
في محيطنا الذي يسيطر عليه مجموعة من الشباب ممن يسمي أنفسهم مدونون، يكاد ينعدم في محتواهم النشري ما يثير القريحة القارئة من أدب أو موروث او تاريخ او علم خالق، يلفت إنتباه المتابعين رغم خصوبة الارضية البحثية في مجال عيشنا و حاجته الملحة لمنقب يعيد تأثيث أو تفكيف البنى التراكمية لتجربة المجتمع في شتى المجالات التي مرت على الحياة الصحراوية في حقب و مناسبات و ظروف مختلفة.
تتراء الفرص شاخصة و تغيب القرائح المدونة القادرة على نبش و جمع الموروثات المادية و المعنوية رغم توفر الظروف والامكانيات المادية الكفيلة بانجاز البحوث باساليب و طرق مبسطة و سهلة عبر التدوين الالكتروني او التسجيل الفوتوغرافي.
"التاسوفرة" كمصطلح حساني، يحمل من الدلالات و المعاني ما يحمله البحر من الاسرار و الاغوار ليس كوسيلة مادية مرتبطة بجمع و تخزين أمتعة الرجل الصحراوي كتفسير مباشر للدلالة اللفظية و إنما يتسع لمعاني أشمل تتمحور أساسا في حفظ كل المكنونات المادية و اللامادية للمجتمع البيظاني عبر تخوم الصحراء الغربية الواسعة.
نتفاجأ كذلك حين يهمس الى اسماعنا ان المشرفون على الصفحة الفيسبوكية شبابا من الجيل الثالث للشعب الصحراوي، مما يدل على عمق الفهم باهمية التدوين و الحفظ بالنسبة لفئة هشة و حساسة، كان يراد بها ان تنحى منحى اخر يختلف تماما عما هي عليه من وعي صارخ باهمية حماية الهوية الصحراوية لإستمرار بناء الشخصية الصحراوية على خطى و نهج الاجداد.
و تحذو "التاسوفرة" حذو صفحة "تغراوين" في تشجيع النشأ على نشر محتوى فني هادف و متميز بأساليب و لغة لهجية مختلفة تجعل منها نافذة مطلة على نهر الابداع اللا متناهي و محج للكثير من المتابعين الذي يفهموم جيدا حجم الجهد المبذول في سبيل ايصال رسائل أدبية و علمية و فنية في قوالب عصرية تلامس قلوب و عقول الجماهير المتلقية.
ظهور مثل هذه الصفحات المثمرة، يدعونا الى التفكير مليا في كيفية ابتكار صيغ و أساليب لتفريخ مثل هذه الصفحات و تزويد الشباب المدون بمهارات و لغة النشر المؤثر عبر تكوينات و ندوات اعلامية تكون موجهة خصيصا لهذه الفيئات حتى يتمكنوا من انتاج محتوى أصيل و ذو قيمة و فائدة على الفرد و المجتمع بأدوات أقل تقنية و أبسط تكلفة.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...