سنحاول اليوم التطرق لما تم الإصلاح عليه ب حروب " الوكالة " و حروب " الجيل الخامس - Fifth generation warfare".
بادئ ذي بدء، هل فيكم من قرأ كتاب " الحرب بالوكالة و أثرها على أوضاع حقوق الإنسان في الشرق الأوسط " لأحمد عيسى؟
أو "حروب الجيل الرابع - الحرب بالوكالة "، لمؤلفه ، مجدى كامل ؟
أو كتاب الدكتور ، مالك محسن العيساوي " الحروب بالوكالة ".
أو كتاب " إدارة الأزمات الدولية في الإستراتيجية الأمريكية "، لصاحبه ، عباس أبو تيم ؟
لماذا، ذكرت كل هذه الكتب؟
ذكرتها، لخلق تصور أولي، عن " عجالة " أليوم.
إذا، أردنا تبسيط و إختصار ، مفهوم و معنى الحرب ب "الوكالة "، فإن أقرب و أبسط تعريف ، سيكون " حرب "الوكالة "، هي إستخدام القوى المتحاربة، أطرافآ أخرى للقتال بدلآ عنها " .
و عادة، صناع، حرب " الوكالة "، هي قوى غير تقليدية و غير نظامية ، تابعة لطرف ثالث يقع خارج النظام " الدستوري للدول " الراعية " و للدول المستهدفة.
كان، أول ظهور لمصطلح حروب " الجيل الخامس "، يعود لسنة 1989 م.
تم وضع الأسس النظرية و الأكاديمية لهذا المفهوم من طرف رجال أمن و مخابرات، كان أبرزهم الجنرال و الخبير العسكري الأمريكي " وليام ليند " .
يقول " ليند "، بأن أهم شروط نجاح حروب " الوكالة " و حروب " الجيل الخامس "، هي...." لا مركزية الحرب و طمس معالم الخطوط الفاصلة بين الحرب و السياسة...بين العسكريين و المدنيين....بين القانون الدولي و قانون الطبيعة ، بسبب فقدان الدول لشبه إحتكارها للسيطرة على مجالها الحيوي و على سردية النمو الطبيعي لمجتمعاتها و على فهمها لتاريخها و لمعتقداتها".
إعتقد، بأن السيد، الجنرال، يقصد ب " قانون الطبيعة "، يقصد به، قانون " البقاء للأقوى - الإنتقاء الطبيعي".
على - الأقل- كمفهوم فلسفي و أكاديمي .
لا مكان للضعفاء في عالم اليوم .
" دانيال ابوت " ، مثلآ، رمى في الفضاء الأكاديمي و الإعلامي التعريف، المختصر التالي ، " حرب الجيلين الرابع و الخامس، هي حرب المعلومات و الإدراك ".
السؤال، هو ماذا يجب أن تعرف و ماذا يجب أن تدرك ؟
على فكرة، ماهو مكاننا نحن الصحراوييون اليوم على طاولة الأمم؟
و على فكرة ، أخرى، على طاولة الأمم، أنت يا إما مشاركآ في إقتسام الريع ، يا إما وجبة دسمة على مائدة الأمم.
أتمنى، أن نصل في نهاية هذه العجالة إلي جواب شاف، على سؤال، أين نحن الصحراوييون و ما مكاننا على" كصعة " الأمم؟
حروب "الوكالة "، و حروب " الجيل الخامس "، مرتبطة إرتباطآ عضويآ بظهور مقصور لعمر " الإنترنت " و بالعصر الرقمي .
قرأت في مكان - لا أتذكره - ، بأن وزارة الدفاع الأمريكية " بينتاجون "، بدأت في إستعمال " الإنترنت " سنة 1985 م .
حسب نعت ، " البدو ".
عندك....أقريب.
"الحاسي ألسولت عنو ، عندك.....شايف ، ذاك القلب، تم أمعنيه، و سابق غروب الشمس، لاهي تحكمك صلاة المغرب، عند الحاسي ألي تسول عنو....
لغنم و البل تجبرها سدرت، يغير إلا إتم بعد فم حد....الفرقان أقريب".
أجماعة، من كيفنها أوفات من صلاة الظهر.
ذا، كامل، عندك.
أقريب.
و في نفس الفترة الزمنية، مع ظهور هاتين الحربين ( حرب الوكالة و حرب الجيل الخامس )، ظهر مصطلح ثالث ، هو مصطلح " المنطقة الرمادية " في الحروب .
بإختصار شديد " المنطقة الرمادية "، في الحروب " و بحسانية حرة، يقصد بها ، أن تقوم القوى المعادية " فتوحل الدولة المستهدفة فمصارينها " مع الحفاظ على شكل الدولة و على " هيكلها العظمى " مع إفراغها من محتواها ، لتصبح دولة هشة، ضعيفة ، منزوعة " الدسم ".
لبنان و سوريا مثالآ.
الحرب الإلكترونية و الحرب البيولوجية( الأمراض و الأوبئة و مكافحة الخصوبة و حروب المخدرات و الحبوب المهلوسة )، كلها لها حدود مشتركة ، مع حروب "الوكالة " و حروب " الجيل الخامس" و حروب " المنطقة الرمادية ".
أعتقد - جازمآ - و قريبآ، بأن " الوكلاء " سيختفون و سيظهر " ألأصلاء ".
في حروب " الوكالة "، هناك " ليد " ألي يطيب بيها و هناك ، اليد " المسوؤلة عن "الطبخة ".
و عن كمية " لبزار " و " لحرور " و " الملح ".
قريبآ، سيلتقي المسوؤلون عن" الطبخة" في ميادين القتال .
" أوكرانيا " - مثلآ - ، كوكيل عن الغرب الجماعي، هي و من ورائها ليس لهم الآن إلا خياران.
ترك، السيد " بوتين " يقضم أوكرانيا، شبرآ، شبرآ، أو " يقلعوا " ألأصلاء " عن روؤسهم و يخرجوا " طاي - طاي " لمقارعة الروس.
حسهم، حلفوا و تلفوا البارح ، في قمة حلف " الناتو " لترامب، عنهم سينفقون 5 % من ناتج دولهم القومي لميزانيات الدفاع.
أو واعرة.
اليونان و إسبانيا و إيطاليا، إبانوا يامس مكدرين.
" إيران " ، في الأسبوع الماضي، خرجت " تاي - تاي " كأصيل ، بعد القضاء أو إضعاف " وكلائها ".
هل، قام " الوكلاء " بالمهمة، ألتي أنشيئوا من أجلها ، أم، لا؟
ذلك، سؤال للتاريخ.
قريبآ، في دول الساحل و الصحراء، سيختفي " الوكلاء " و يظهر " ألأصلاء ".
كلها، يحكم " دبوسو ".
إطرشك، يا أوذن قط أسمعتي " العمل العسكري ، غير الحركي ".
قط، يا أخوتي، أسمعتوا ذي العبرة؟
قال لك، عنها دعوة، - إفكنا من الدعوة و أهلها - ، تتحرك في حيز جغرافي و نفسي معين ، هدفها هندسة البنية الإجتماعية و النفسية للدول و للمجتمعات، و ذلك بإعادة " فكها " و بإعادة " تركيبها " حسب خطة ممنهجة و مدروسة و محكمة الإخراج و التنفيذ.
لعاد، فيكم حد ما رفدوا التشعريين هون، سأكون سعيدآ، بأن أبلغه بأنه فاقد للإحساس و للرؤية الإستشرافية و لمتابعة كل ما يجري في مخيماتنا و في شتاتتنا و في كل أماكن تواجد العنصر الصحراوي.
يحرق بيكم " الناس " واحلين ف " هندستنا " إجتماعيآ.
يا شينك....يا شينو ، كانهم عادوا فهموا عنا شعب عايش بوذنيه.
مولانا، هذي " الهندسة " الإجتماعية، لا جبتها ألوتاد أو بعدها عن لبلاد.
شعب، سلم " أخزامتو " لشعوب أو لمجتمعات أو لأمم أخري، " تهندس" و عيه، شعب لا يستحق العيش .
إخواننا في " الصين " يطلقون عليها " الحروب ألغير مقيدة " .
العقيد " تشيا وليانغ " و العقيد " وانغ سيانغ سو " من جيش التحرير الشعبي الصيني في كتابهما " الحرب غير المقيدة " ، الصادر سنة 1991 م ، قالا "....بأن الحروب القادمة، ستكون مرتبطة بالعنف السياسي و الإقتصادي و البيولوجي ، أكثر من منها حروب للدم و للدمار ألتي عرفناها في السنوات و في القرون الماضية....حروب، ستكون ، أقل دمارآ، و لكنها أكثر فتكآ ".
في، خاتمة الكتاب، تحدثا، عن " المعركة بين المعركتين ".
أعتقد، بأن ما حدث قبل أيام بين " إيران من جهة و " إسرائيل " و " أمريكا " من جهة ثانية، يعتبر مثالآ حيآ على المعركة " بين المعركتين ".
من برحة " لولا " سيبدأ الطرفان في التحضير للمعركة القادمة.
أحكموها من عندي.
نحن، الصحراوييون، كذلك، الآن نخوض " معركة بين المعركتين ".
هل، فيكم ، من يعرف لماذا؟
الجواب - يا سادة - ، لأننا أصلاء، و من العار ، أن ننتظر من يحارب بدلآ عنا.
معركتنا الآن، معركة وعي و معركة تحصين الذات و مكافحة إفرازات السنون " العجاف ".
سنوات " أللاحرب - و أللا سلم ".
نحن، اليوم نخوض معركة " كز اللوالب ".
لا مفر، من معركة، ستكون أم المعارك .
معركة، كن أو لا تكن.
معركة، التأكد من " إحداثياتنا " العسكرية و النفسية و الإجتماعية و المعنوية.
لا أريد، أن يفهم ، أحدهم، بأن أم " معاركنا " ميدانها، ساحات الشرف .
أم " معاركنا " اليوم، - مع كامل الأسف- مع ذواتنا.
جبهتنا الداخلية، هي " أم المعارك ".
مهما كانت شجاعة مقاتلينا و قدرتهم على ضرب العدو في مقتل، فإنهم، لا يمكن لهم أن يفعلوا الكثير، إذا كانت ظهورهم مكشوفة.
لا يجب، أن نتحول من شعب ، دخل التاريخ، كأقوي شعوب المنطقة و كاشرسها في ميادين الشرف ، إلي شعب تتلاعب بقية الشعوب بأمنه و بوعيه و بمستقبله و بمستقبل وطنه.
مولانا، بعد ، ذي الروح، حد خمم عنو " إهندسها "، جيب أحوافرو الفوق و ألا كبظني أنا بيه.
و عليه - يا شباب - ، جهزوا أنفسكم ل " أم المعارك ".
و ألا قدموها و ألا وخروها.
دكتور : بيبات أبحمد.