القائمة الرئيسية

الصفحات


لن أكتب للمرأة الصحراوية مذكرا أياها بدلالات ومعاني ٨ مارس من كل سنة بإعتباره اليوم العالمي للمرأة ، ولن أحيلها على إستحضار صراع النساء الطويل لإنتزاع حقوقهن الاجتماعية والسياسية في مجتمعات أعطت تاريخيا لنسائها  كل الاسباب والدوافع من إحتقار وتهميش لتجعل من ثورتهن  مسألة وقت ، ولكني أيضا لن أُعيد تلقين  المرأة الصحراوية بالمكانة المتميزة التي تحظى بها في مجتمعنا خصوصا إجتماعيا قبل مكانتها السياسية ، مما يجعلها سببا جوهريا  وشريكا وازنا في جميع المكاسب والانتصارات  ، ولكنها أيضا فاعلا مؤثرا ومباشرا في كل ماله علاقة بالإخلالات  والعثرات .
وبعيدا عن الاستثمار الظرفي في عاطفة وحماس المرأة الصحراوية أخشى أن المجتمع الذي جعل منها ما أختارته  لنفسها ، يعرف كغيره  من المجتمعات تحولات سوسيولوجية عميقة  زادها واقعنا أكثر عمقا  مما يحتم على المرأة بحكم قدرتها وموقعها  أن تبادر الى  إعادة  تدوير الذهنية والنفسية العامة للمجتمع  بهدف الخروج  من هذا الواقع الذي تشكل تحت وقع تدافع  الرجال عند مدخل (الهم ) مدفوعون بتصفيق وزغاريد النساء ، وعليها أن تدرك  أنها من كانت تُلزمنا  بحلم واحد أمامنا دائما  ( النصر ) ، وذكرى واحدة خلفنا دائما( الغزو) ، فلا يمكن أن تسمح للبعض أن يجعلها تسحبنا الى  واقع واحد لا حلم فيه ولا ذكرى ، وعليها أن تدرك أن  تغيير نظرتها للإشكالات الاجتماعية والسياسية الراهنة لا يعني حلها، فلا فرق بين من كانت أم لشهيد وزوجة لمقاتل و أخت لجريح ، وبين من أصبحت أم لمهاجر وزوجة تاجر .
سيسألنا التاريخ حتما كرجال عن النهايات ، ولكنه أيضا سيسأل النساء عن بدايات النهايات التي نتمنى أن تكون في مستوى صبر، تضحية ، عطاء وحلم  المرأة  الصحراوية  .
حمدي ابة ....08 مارس 2024

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...