خلال اربعة عقود و نيف، من احتلاله للصحراء الغربية لا يزال النظام المخزني ،يسعى الى مزيد من احكام قبضته اكثر فاكثر، عن طريق فرض امر الواقع بالقوة.
فما تشهده الاحداث الجارية من جرائم بشعة و قصف عشوائي طال الكثير من المدنيين الابرياء وصل مداه جميع شعوب المنطقة، يشيء بتهديد مخزني عابر للحدود، يستهدف ألامن الإقليمي و يضعه على حافة الهاوية، بدعم من بقوى خارجية تذكي الصراعات البينية، و تجر المنطقة إلى مزيد من العنف، لتدمير ما تبقى فيها من قوى الممانعة.
فما نلاحظه من استخدام مفرط للقوة، و اجرام عشوائي لا حدود له، يشبه إلى حد التماهي سياسة اسرائيل"، في احتلالها لفلسطين، فالتمادي في سياسة الهروب إلى الامام، و تحدي كل القررات الدولية، التي منحت للمغرب، من اجل اغتنامها كفرصة سانحة لتحقيق السلام العادل، عن طريق تفعيل الحل الديمقراطي ،- الذي يمنح الحق للشعب الصحراوي لتقرير مصيرهم،فضلا عن التنازلات الاليمة التي قدمتها البوليساريو في هذا الصدد- واجهها المغرب بغطرسة شديدة، منتهجا سياسة حق القوة، في فرض خياراته و تصوراته، مما اجج عوامل الاحتقان و الاضطراب.
و لعل ازمة الكركرات 2016 كانت بداية الشرارة، و قبلها طرد المكون المدني لبعثة المينورسو، كمؤشر على تملصه المطلق من العملية السياسية، مما تسبب في انهيار عملية السلام المأمولة برمتها، و ادخل المنطقة في نفق مظلم لا أحد يمكنه التنبؤ بنتائجها.
و في خضم هذا المنزلق الخطير الذي يبدو بأن المخزن لا يعيره اي اهتمام، بل يصر على اساليب اكثر عنفا و تطرفا، من خلال اغتصاب اراض جديدة و ضمها بالقوة،امام مرأى و مسمع من قوات المينورسو، التي لم تبدِ اي ردة فعل و لم تدين هذا العمل الاستفزازي الجبان،الذي أدى في آخر المطاف الى انهيار وقف اطلاق النار، و العودة إلى حلبة الصراع الاولى، التي لا صوت فيها يعلو فوق صوت السلاح،بعدما يئس الشعب الصحراوي من تمادي المغرب في احتلاله و تغاضي المجتمع الدولي عن انصافه.
يظن المحتل من خلال هذا السلوك الإرهابي و الاجرامي، بأنه سيقضي على هدف الصحراويين و يضطرهم إلى رفع الراية البيضاء، ولكنه تفاجأ بإرادة صلبة و قوة في الرد، سيدرك قريبا بأنه أخطأ الحسابات، و ان الرهان على التخلي عن ارضهم او كسر ارادتهم ضرب من الخيال.
و بهذا المنطق التوسعي الكولنيالي ،اصبح المغرب يمثل تهديدا اقليميا محدقا، و اذا ما استمر في استفزازاته و تحالفاته المشبوهة، سيضع المنطقة على فهوة بركان،ستتطاير حممه لا محالة،على ما تبقى من امنها و استقرارها.
بقلم الكاتب: خطري الزين