القائمة الرئيسية

الصفحات

إجماع الطليعة أساس الاجماع الوطني


يكاد لا يختلف إثنان على أن التجربة الوطنية تميزت طيلة العقود الماضية من الكفاح بالعبقرية المبنية على ذكاء سياسي وإجتماعي سر نجاحها إستحضار الخصوصية الوطنية في كل خطوة وموقف.
ولعله من المنطقي لمن يتقدم في السير ظهور تضاريس جديدة لم يعبرها من قبل (وهي الدليل على أنه لا يدور بنفسه، ولم يعد ادراجه)، ولعله من المسلمات أيضا أن كل تغيير في الأدوات أو الصيغ يستلزم التوقف ويكلف الوقت، مثلما يحدث تغييرات مهمة على مستوى التجربة.
لكنه ومن منطلق واقع الحال ندرك جميعا أنه طيلة هذه المسيرة ورغم كل ما تحقق من مكاسب وإنتصارات، إلا اننا و بكل أسف لم نوفق في الوصول إلى البعد النظري الشامل للشهيد الولي في مفهوم (الشعب) والذي جعله شرط للنصر وأساس ربح الرهان، إنه" الشعب الموحد و المنظم والواعي".
وهي أبعاد تعثرت جهود الوصول إليها نتيجة مرورنا بتضاريس وعرة صرفت هذا التنظيم إلى الآني بدل الإستراتيجي و حفزت ذاكرة الشعب القريبة بالعودة إلى تعاطي بعض (الممنوعات وفق أدبيات الثورة) بعد فطام عسير، وهو أمر وجدت فيه بعض الطلائع والأطر مستنقعا مناسبا لتحقيق ذواتهم، بالاضافة طبعا إلى تعقيدات موضوعية وأخرى ذاتية.
هذه الوضعية انتجت شعب منقاد غير مؤهل لمحاسبة الطلائع بل يحتاجها للتقرير عن نفسها و أن تنوب عنه في تحديد خياراته وصياغة احكامه وتقييماته على آدائها، ولعل هذه الصلاحيات الواسعة التي حازتها القيادة شغلتها عن ترتيب الأولويات وتحديد الأهداف و أن تنفخ صافرة إنطلاق المسير وتحدد وجهته، وتجنيبه قدر المستطاع مطبات الطريق وهي مهام سامية في صلب إختصاصها.
ولأننا نعوض رسوبنا في إمتحان ( الشعب المنظم والواعي ) بالثقة العمياء في ما تقرره هذه القيادة التي يفترض أن لا تبرح مقدمة المسير وهي السمة المفقودة في المشهد السياسي الحالي للحركة.
وإنطلاقا من الوقائع السابقة بات الرهان الوحيد الواقعي والمتاح حتى الآن لخلق انطلاقة تحاكي التحديات، هو أن تتحمل الهيئة القيادية مسؤولياتها التاريخية و تقدر الثقة التي منحناها خلال عهدة كاملة وأن تعلموا أننا لو كنا على قدر تطلعات الولي ماتركناكم في مواقعكم كل هذا الوقت ، ولكنا مع الأسف ما نزال حيث أنصرفتم، فارحموا ضعفنا وقلة حيلتنا.
وأوصدو عليكم الأبواب وخذو وقتكم فلا ( عجلة ڨبل أصلاح) ولا يخرجن منكم أحدا حتى يتصاعد الدخان الأبيض، معلنا التوافق على تصور وحيد يعزز الإجماع ويضمن الفاعلية، تصور يبدأ بالتوافق على رأس للحركة وصلاحياته وعدد وشكل الهيئة القيادية القادمة وصلاحياتها و مراجعة الهياكل والهيئات التنظيمية والإدارية للدولة والحركة، تصور مبني على فن الممكن يراعي الخصوصية ويبتعد عن الشعبوية والعاطفة، تصور يجعل المناضل رأس المال و الإنسجام أولوية ومنطلق لتحقيق الهبة العارمة والزخم المطلوب لمواكبة حرب التحرير الوطني.
دعو كل الهرج جانبا، لا تغرقوا قاعة المؤتمر بالخيارات التي تصطفون خلفها، لا تعبث بكم الشكليات فنحن لن نتحمل عنكم المسؤولية، ندواتنا و تقارير اللجان مصنفة في ما يجب ان يكون وليس الممكن، فنحن تحكمنا الشعبوية والعاطفة التي رهنتمونا بها، اذا تذكرون.
لذا ستجدون انفسكم وحدكم في هذا الإمتحان التاريخي.
إننا لنعلم صعوبة الموقف وما يتطلبه الظرف منكم ولكنه ليس مستحيل ولن يتطلب التضحية حد الشهادة، ولو تركتم خلافاتكم و تأملتم في أعماركم وأرصدتكم فلن تقبلوا قطعا ان تكونو جمال حرث.
وإن غلبتكم ذواتكم فاتقوا لعنة التاريخ ودعوة اليتيم والأرملة والمعتقل والجريح، بل إنها دعوة شعب برمته.
و تيقنوا أن المسار النضالي لن يتوقف وأنكم فقط أبحتم للنخب رفع التحفظ وخرق الإنضباط وإستئناف الإصلاح الإيجابي بما يصون مكاسب الشعب ويضمن تطلعاته، إستمرارا لمسيرتنا النضالية حتى تحقيق الاستقلال الوطني وفاء للعهد وتحقيقا للإرادة الجماعية.
بقلم /الدحه /احمد محمود /عمار

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...