في مهبط الأفق الغربي للوطن العربي نقطة بيضاء تشع في ظلام الليل البهيم. يزينها
ضوء القمر ليلا وتتراقص لمعانا لأشعة الشمس نهارن، تحاول الزوابع أن تعبث بجمالها وسحر منظرها بما تحمله من أوراق الشجر وبقايا القمامات التي احتذتها تلك الزوابع محاولة منها لتدنيس طهر الجوهرة وإخفاء لمعانها..لكن الرواسي الشامخات أحاطت بها من كل جانب فتلاشى الغبار واحترقت الأوراق وأحذية الريح وما التصق بها من دنس بأشعة الشمس الحارقة التي عكسها سطح الجوهرة مشكلة لهيبا لايتحمله إلا تلك الجدران الصلبة التي حلقت رواسيها بالمكان .وظلت تحميه من أي خطر ومن أي دنس مهما عصف من العواصف الهوجاء. فاتسعت رقعة ماكان نقطة ليحجب الرؤية ويسد الأفق نورا ولمعانا ، يمتد ضوؤه ليلامس السماء وينتشر في شتى الإتجاهات ويرتفع صداه مخترقا صمت المتخاذلين الصامتين العاجزين حتى عن قول كلمة الحق في مكانها وزمانها ..ماكان نقطة صغيرة لولا بياضها في الأفق لكانت نسيا منسيا، جلجل بجيمه في آذان العالم كله ، وولول بواوه في وجه الحاقدين ، وهز بهايه أركان الظالمين، ورسى برائه كيان الحق في ربوع وطن الحق ، وتألق بتائه رغم أنف الحاسدين , ج .و. ه .ر.ة.
الزعيم علال الداف
