القائمة الرئيسية

الصفحات

المغرب يجر الامم المتحدة الى الخلف

بقلم: خطري الزين
لم يتوقف المغرب  يوما عن زرع المطبات و العراقيل، في طريق عملية السلام الاممية في الصحراء الغربية، محاولا في  كل مرة جر قاطرة الحل الى الوراء، و فرملة اي مجهودات تصبو الى  تحقيق تقدم في مسار التسوية أو جعلها في احسن الاحوال متوقفة تراوح مكانها، ، هذا التصرف المخالف للقرارات الدولية التي تنص على احراز التقدم و الانخراط بارادة صادقة، و بدون شروط مسبقة في مفاوضات تفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي، لم تكن الشيء المرجو و لا المبتغى المأمول الذي تصبو اليه دولة الاحتلال، و انما التصرف بارادة التعطيل و العرقلة و ربح الوقت ، كانت و لا تزال هي النية التي لطالما أبان عنها المغرب، في تحدي صارخ لكل الحلول و القرارات الدولية، فالى متى هذا التمادي  في رفض كل ما من شأنه احلال السلم و الامن في المنطقة؟، ام ان المظلة الفرنسية لا تزال تغطي ارادة الاحتلال و تدفعه الى جر المنطقة الى التوتر و التصعيد؟
لغة التصعيد و توتير الاجواء قبل صدور القرار:

قبل ايام من صدور القرار الاممي، غلب على الخطاب الرسمي و الحزبي المغربي، لغة التصعيد و منطق القوة، و تسارعت وتيرة التجنيد و التحريض الى اقصى درجاتها، و تم خلق فوبيا  داخل الرأي العام المغربي، من شبح التوغل المزعوم من قبل قوات البوليساريو، و بدأت آلة الدعاية المخزنية في نسج سيناريوهات هوليودية، مستعينة في الوقت ذاته، بظواهر صوتية ملأت الدنيا ضجيجا، لشيطنة الجبهة، مستغلة جهل الكثير من المغاربة، بخلفيات النزاع و جوهره، و طبيعة الاحداث التي ولدت هذه الجلبة و الغوغائية المفتعلة.
لم يكن هذا الهجوم اعتباطيا و لا فعلا معزولا عن سياقه، بل سيناريو محبوك، بإدارة فرنسية، تخطيطا و متابعة، و بإيعازا منها أومأت للمغرب للعب دور الضحية، بتحريك الشارع المغربي، و تعبئته ،بغرض صرف نظره عن الواقع الداخلي المتأزم سياسيا، و غياب الملك في ظروف لا يزال يكتنفها الغموض حول صحته، و إمكانية ادراته لشؤون المملكة، فضلا عن احتجاجات جرادة و حراك الريف المتأجج و الوضع الاقتصادي الخانق و السيئ،  المتمثل في حملة مقاطعة السلع، التي لم تتوقف الى حد الساعة،  بسبب غلاء السلع و ارتفاع اسعارها، كل هذه الازمات جعلت المغرب يتخبط في هيستيريا من المواقف المتهورة، و شن حملة مسعورة ضد البوليساريو، بهدف ايجاد مسوغات للتهرب و القفز على مساعي الامم المتحدة لعزمها المضي قدما في تحريك عملية التفاوض بين الجانبين، و محاولة التأثير في استصدار قرار لصالحه.
تمديد الولاية ستة اشهر..... يبقي النزاع تحت المجهر
شهد النقاش الذي دار قبل صدور القرار، جلسات طاحنة بين اكبر الفاعلين في السياسة الدولية، فأمريكا انحازت الى الرؤيا الفرنسية- المغربية، و قدمت مشروعا للقرار، عكَسَ وجهة نظر أحادية الجانب، لم يأخذ بعين الاعتبار تطلعات و آمال الشعب الصحراوي، بل انساق وراء ادعاءات و املاءات فرنسية، تضع اللوم في التوتر الأخير بالمنطقة على البوليساريو، هذا الادعاء الزائف و الذي انحاز الى الطرح المغربي العار من الصحة، جعل روسيا و إثيوبيا و الصين تضغط باتجاه تغيير صيغة النص، لتكون اكثر انصافا.
في الاخير جاء القرار بما لا يشتهي المحتل، مع انه لم يكن متوازنا، و لكنه لم يمس جوهر النزاع و لم يقع في فخ المناورات الفرنسية، بشكل كامل، التي لم تبخل اي جهد في جر النزاع الى منعرجات خطيرة، و متاهات مظلمة .أو على الاقل وضع الملف طي النسيان - بفعل التمديد الطويل- ، مع كله هذا حث القرار على تسريع المفاوضات بين الطرفين، تفضي الى حل يقرر مصير الشعب الصحراوي، و مدد ولاية البعثة الى ستة أشهر لابقاء الملف تحت متابعة و مراقبة دائمة من قبل مجلس الامن،  الا ان روسيا و اثيوبيا و الصين لم تصادق على نص القرار، و وصفته  بالمنحاز ويفتقد الى مبدأ التشاور ، مما يضر بالنهج الحيادي للمجلس، تلك الاشارات الروسية - الصينية على المغرب ان يفهمها جيدا،  و ان تعيد  فرنسا التفكير عندما تمارس لعبة شد الحبل مع هؤلاء، لان مظلتها لن تصمد ثانية، حينها يختار المغرب و فرنسا بين ارادة الاحتلال او خيار السلام.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...