القائمة الرئيسية

الصفحات

الموقف الأمريكي ليس جديدا(III)


يلعب الحلفاء والمتضامنون مع القضايا العادلة دورا مُهما في الدفاع عن تلك القضايا وفي الذود عنها، وفي دعمها للاستمرار حتى تصل إلى مبتغاها، وحتى لا يدوس عليها المتآمرون، وتعتبر الجزائر أكبر الدول المدافعة عن قضايا فلسطين والصحراء الغربية وقضايا التحرر وتقرير المصير في العالم. لقد تعرضت الجزائر للكثير من الضغوطات والمؤامرات لتتراجع عن مبادئها وعن دعمها للقضيتين المذكورتين، وعن دعمها لكل القضايا المشابهة في العالم لكنها- من جهة- لم تفعل، ومن جهة ثانية لم يستطيع دعاة الاستعمار والهيمنة كسر ذراعها.
من العوامل المهمة التي تلعب دورا حاسما في كفاح الشعب الصحراوي، بالإضافة إلى الصمود الذاتي ومواصلة الكفاح، نجد عامل موقف الحلفاء الذين يحمون ظهره، ويشدون عضده. هنا سأركز على موقف الجزائر. تظهر أهمية الحليف-الجزائر-وصموده وعدم رضوخه للضغوطات من خلال صرامته من موقف الولايات المتحدة الامريكية الأخير من القضية الصحراوية. فما كادت الولايات المتحدة الأمريكية تعلن إنها تنحاز للمغرب، وتدعم الحكم الذاتي حتى برزت لها الجزائر تنتقد موقفها بقوة، وتُذكّرها إنها تعبث بالقانون الدولي التي من المفروض أن تكون هي أول من يدافع عنه ويحميه. وكما لاحظنا من خلال الهبة الجزائرية الحالية في دفاعها عن عدالة القضية الصحراوية، فلم يبق الموقف مقتصرا على بيان من وزارة الخارجية الجزائرية كجهة رسمية وحيدة، لكن كانت الوقفة تاريخية، شاملة، واعية وشارك فيها، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، البرلمان ومجلس الأمة والاحزاب والجمعيات والشخصيات وهذا يحدث لأول مرة في مثل هكذا موقف. كل هذه الهيئات الجزائرية أصدرت بيانات تنديد صارمة وقوية انتقدت من خلالها خرق الولايات المتحدة الأمريكية للقانون الدولي في قضية الصحراء الغربية، وانتقدت عبثها بأهم مبدأ في ميثاق الجمعية العامة وهو تقرير المصير. هذه الهبة الرسمية والشعبية الجزائرية التي تصدت بحزم للموقف الأمريكي، تبعث الكثير من الرسائل إلى الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، وكل الذين يتلاعبون بالقانون الدولي. الرسالة التي بعثت الجزائر، من خلال بيانات التنديد المشار إليها، بالموقف الأمريكي، تقول بلغة مستترة أن الجزائر الآن ليست هي الجزائر التي كانوا يراهنون على سقوطها وتدميرها،  والتي هددوها بالإرهاب وبالربيع العربي وبمحاولة محاصرتها، وأنها الآن قوية ولها كلمة مسموعة في العالم، وأن المناورات لا تنفع معها. اللغة التي تحدثت بها الجزائر في بياناتها كدولة وكمؤسسات، كانت مباشرة وصريحة وقوية، ولا بد أن الولايات المتحدة قرأتها جيدا وفهمتها وفهمت ما بين سطورها، ومغزاها أن دفاع الجزائر عن القضايا العادلة ليست مواقف ظرفية أو متغيرة وأنها عقيدة متجذرة ومبادئ راسخة لا تتغير. 
السيد حمدي يحظيه 

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...