القائمة الرئيسية

الصفحات

هل تصبح سفارة “إسرائيل” في الرباط قاعدة للتوغل الإقليمي ؟


زارت وزيرة “إسرائيلية” مدينة مراكش منذ اسبوع، رغم احتجاجات المواطنين المغاربة. وتبدي حكومة الملك محمد السادس “انضباطاً صارماً” ضد الشارع المغربي، الذي حاول تقديم الدعم السياسي للشعب الفلسطيني وإعانته بمواجهة “حرب الإبادة الإسرائيلية” على غزة. ويعتقد أن السفارة “الإسرائيلية” في المملكة المغربية التي تشرف على “التعاون” بين الرباط وتل أبيب تؤدي مهاماً إقليمية كبيرة.
لفتت مصادر ديبلوماسية عربية إلى انعقاد الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة بين المغرب ومالي يوم 17 شباط/فبراير الماضي في باماكو.
وحذرت المصادر من تحول التعاون العسكري البلدين الى “نافذة للتسلل الإسرائيلي” الى منطقة الساحل، ليكون “بديلاً من قوات الدول الأطلسية التي أجبرت على مغادرتها”.
ورأت المصادر المذكورة ان للمغرب مصالح استراتيجية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، وهي مصالح اجتماعية اقتصادية وثقافية تاريخية، في إطار العلاقات العربية – الإفريقية.
لكن انتقال الرباط الى تطبيع العلاقات الشاملة مع كيان الإحتلال الصهيوني، بما فيه التطبيع السياسي والديبلوماسي والعسكري والأمني، فتح الباب أمام تل أبيب لإعادة نفوذها في إفريقيا.
وذكَّرت المصادر بنجاح الجزائر ومصر والسودان وموريتانيا وتونس وليبيا وكذلك الصومال بطرد “إسرائيل” من منظمة الإتحاد الإفريقي. وقالت إن تلك الخطوة نزعت الغطاء الرسمي عن “النفوذ الإسرائيلي” الرسمي لدى معظم الدول الإفريقية.
ولفتت الى ان “إسرائيل” توسعت عسكرياً وأمنياً في المغرب، من خلال التعاون الصناعي، لا سيما في القطاع العسكري، وكذلك من خلال التعاون الإقتصادي والتسهيلات المالية التي يقدمها الرأسمال المالي اليهودي لحكومة الملك محمد السادس.
وتوقعت المصادر ان تسعى “إسرائيل” الى التدخل في بعض جوانب التعاون المغربي ـ المالي في المجال العسكري والأمني، نظراً للعلاقات الوثيقة بين المؤسسات العسكرية والأمنية في الرباط وتل أبيب.
واعتبرت المصادر ان حكومة الرباط قد أبدت “انضباطاً صارماً” ضد الشارع المغربي، الذي حاول تقديم الدعم السياسي للشعب الفلسطيني ومساعدته بمواجهة “حرب الإبادة الإسرائيلية” على مواطني قطاع غزة التي استمرت 471 يوماً، ولم تتوقف إلى الآن.
وقد تجاهلت الرباط أصوات النشطاء المغاربة، الذين نظموا مساء يوم الثلاثاء في 25 شباط /فبراير الماضي، وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب في العاصمة، ضد مشاركة وزيرة المواصلات “الإسرائيلية” ميري ريغيف في “المؤتمر الوزاري العالمي لسلامة الطرق”، الذي انعقد في مدينة مراكش.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 2022 قام المفتش العام للقوات المسلحة المغربية وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق بزيارة إلى الكيان الصهيوني على رأس وفد عسكري. وكتبت صحيفة هسبريس المغربية الشهيرة تقريراً عنوانه : “الجنرال الفاروق بلخير يُطالع التجربة العسكرية الإسرائيلية في الدفاع والاستخبار”.
كما أن رئيس أركان جيش العدو “الإسرائيلي” أفيف كوخافي زار المغرب في شهر تموز/يوليو من العام نفسه. ولدى لقائهما في تل أبيب، أفصح كوخافي عن توقيع المغرب وكيان الإحتلال الصهيوني على “مذكرة تعاون في مجال الدفاع”. ولم يكشف المسؤول “الإسرائيلي” عن طبيعة هذا “التعاون”.
لكن المصادر الديبلوماسية العربية التي تحدثت إلى موقع الحقول، حذرت من أن الحضور الديبلوماسي والأمني “الإسرائيلي” في المغرب أصبح كثيفاً، وهناك مخاوف في عدد من الدول العربية والإفريقية من تحول السفارة “الإسرائيلية” في الرباط إلى قاعدة إقليمية للتوغل الأمني والسياسي “الإسرائيلي” في دول جوار المغرب ومنها مالي ودول الساحل.
مركز الحقول للدراسات والنشر
‏الأحد‏، 03‏ رمضان‏، 1446 الموافق ‏02‏ آذار‏/ مارس، 2025

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...