يتعرض ممثل الجبهة في أستراليا محمد فاضل كمال لحملة شرسة تقودها أجهزة المخابرات المغربية، في محاولة يائسة للنيل من جهوده المستمرة في الدفاع عن القضية الوطنية، وبعد فشل الاعتداء الجسدي عليه، تشن المخابرات المغربية وذبابها الالكتروني، حملات تشويه وإساءة، تشمل نشر مجموعة من المقالات والاشرطة المصورة ذات الطابع التحريضي على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يدفعنا إلى تحري اسباب هذه الجملة الدنيئة، فالمؤكد أن العدو لا يستهدف إلا من يؤلمه.
وبحكم اطلاعي على جوانب من نشاط الممثل الصحراوي في أستراليا ونيوزيلندا في ميدان الثروات الطبيعية ومتابعتي منذ سنوات للنشاط الديبلوماسي الصحراوي أرى من باب الانصاف والإعتراف بالفضل لأصحاب الفضل، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم " أمرنا أن ننزل الناس منازلهم" أن أقدم بعض الحقائق التي قد لا يعرفها الكثير من الصحراويين، لفهم دوافع حملة التشويه والاساءة المغربية الموجهة ضد الديبلوماسي الصحراوي كمال فاضل.
الممثل الصحراوي في أستراليا ونيوزيلندا محمد فاضل كمال، يقع في طليعة الديبلوماسين الصحراويين الأكثر جدارة، فهو محامي وحاصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة كانتربري ببريطانيا، وقد راكم خبرة عملية كديبلوماسي فاعل عبر نشاطه الديبلوماسي في محطات عديدة، من الهند إلى المملكة المتحدة و إيرلندا وصولا إلى منطقة الأوقيانوس، حيث كان أول من افتتح تمثيلية لجبهة البوليساريو في أستراليا، مما شكل نقطة تحول مهمة في تعزيز الحضور الصحراوي على الساحة الأسترالية وفي مجيطها الاقليمي، كما أنه أول سفير صحراوي يقدم أوراق اعتماده لدى تيمور الشرقية، في خطوة تاريخية عززت العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الصحراوية وتيمور الشرقية.
وتكشف تسريبات ويكليكس وتسريبات كريس كولمان مدى انزعاج الاحتلال المغربي من نشاط الممثل الصحراوي في أستراليا ونيوزيلندا، الذي تمكن من فرض حضور القضية الصحراوية على الساحة السياسية في أستراليا ونيوزيلندا، مما دفع السفارة المغربية في كانبرا إلى طلب دعم وزارة الخارجية المغربية لتجنيد بعض الأستراليين بهدف “تشكيل قوة لدعم الإجراءات التي تقوم بها سفارتنا في كانبرا من أجل تحييد النشاط المتزايد للمدعو كمال فاضل، ممثل ما يسمى جبهة البوليساريو”، وفق ما ورد في رسالة سرية مسربة من قبل كريس كولمان، ولا حجة أقوى من اعتراف الأعداء بمدى تأثيره، فالحق ما شهدت به الاعداء.
ويتذكر الجميع الاعتداء الجسدي الذي تعرض له ممثل الجبهة في أستراليا عام 2023، حينما حاول دبلوماسيون مغاربة منعه من حضور يوم إفريقيا الذي ينظمه السلك الدبلوماسي الأفريقي في أستراليا، لكن جهودهم باءت بالفشل بعد تدخل السفراء الأفارقة، الذين أصروا على حضوره كونه ممثلاً رسميا عن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية العضو المؤسس للاتحاد الإفريقي.
ورغم بُعد أستراليا جغرافياً عن المنطقة وغياب روابط تاريخية أو ثقافية تجمعها بالصحراء الغربية، فإن أنشطة ممثل الجبهة هناك أسفرت عن نتائج ملموسة أبرزها:
• انسحاب جميع الشركات الأسترالية التي كانت تستنزف الفوسفات الصحراوي، ووقف استيراد هذه الثروة الحيوية.
• الحفاظ على موقف أستراليا الإيجابي تجاه القضية الصحراوية، واستمرار دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
• تنظيم ندوة دولية حول الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية، تُوجت بإصدار كتاب يضم مساهمات نخبة من الأكاديميين الدوليين، طُبع في بريطانيا، مما ساهم في تعزيز الوعي بالقضية الصحراوية وكشف استنزاف ثرواتها الطبيعية.
• الاستمرار في رفع العلم الصحراوي رسمياً على عدة بلديات أسترالية سنوياً بمناسبة إعلان الجمهورية الصحراوية.
• تقديم دعم مادي متكرر لمشاريع منظمة أوكسفام في مخيمات اللاجئين، ولمبادرات المنظمات الجماهيرية الصحراوية، إضافة إلى دعم الجرحى الصحراويين.
• تأسيس لجنة تضامن نشطة مع القضية الصحراوية تتابع تطورات القضية وتدافع عنها باستمرار.
• مشاركة وفود أسترالية في فعاليات وطنية ودولية صحراوية.
• نشر مقالات عديدة في وسائل الإعلام الأسترالي والدولي الناطقة باللغة الانجليزية، وكذلك في الصحافة الجزائرية.
كما اطر ورافق الديبلوماسي الصحراوي محمد فاضل كمال أنشطة سياسية واعلامية وتحسيسية في برلمانات وجامعات ووسائل إعلام استراليا ونيوزيلندا، شارك في هذه الانشطة عدد من الفاعلين الاعلاميين والحقوقين والديبلوماسيين الصحراويين، من قبيل، مولود سعيد وماء العينين لكحل ومحمد الشيخ محمد لحبيب وسلطانة خيا وملك أميدان ومحمد ميارة وتكبر بيروك و فاطمة حفظلا وغيرهم.
فضلا عن نشاطه الديبلوماسي، لعب الأخ محمد فاضل كمال دورا محوريا في ملف الثروات الطبيعية الصحراوية، الذي واكبه بصورة مباشرة منذ اطلاق جبهة البوليساريو ردها العملي على سياسة الاحتلال المغربي القاضية بالترخيص للشركات الاجنبية بالتنقيب عن المحروقات والمعادن في الاراضي الصحراوية المحتلة، ويعود له الفضل في إدارة هذا الملف بنجاح منذ فترة طويلة جانبا إلى جنب مع الراحل محمد خداد رحمة الله عليه، من خلال المشاركة باسم الدولة الصحراوية في المؤتمرات والندوات المتخصصة في مجال التنقيب والاستثمار في الثروات الطبيعية في أستراليا وجنوب افريقيا و الولايات المتحدة وموريتانيا وغيرها.
كما واكب بفعالية الحملات القانونية والتحسيسة التي تصدت لتورط شركات أجنبية في نهب الثروات الطبيعية الصحراوية وانسحابها، وكانت له بصمة مميزة في القضايا القانونية التي رفعتها جبهة البوليساريو في نيوزيلندا وباناما وجنوب افريقيا والتي منعت السفن التي تحمل شحنات الفوسفات الصحراوي المنهوب من المرور عبر قناة بناما ورأس الرجاء الصالح حتى اليوم.
وحول نشاط الهيئة الصحراوية للبترول والمعادن التي أطلقت مناقصات لمنح رخص للتنقيب في اراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كشفت تسريبات ويكليكس أن سفارة الولايات المتحدة في الرباط أبلغت وزارة الخارجية الامريكية أن "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أعلنت عن منح (تراخيص التنقيب عن البترول) على موقع على شبكة الإنترنت متطور للغاية ومزود بمعلومات عن حالة- البيانات الجيولوجية الفنية ووثائق ترخيص العقود". وأشار موظفو السفارة أيضًا إلى أن المدير العام لشركة كيرماكجي الامريكية ج ون أوبراينأشار "بأسف" إلى أن "الموقع الالكتروني الصحراوي المشار إليه كان "أكثر تطورًا إلى حد كبير" من صفحة الويب الخاصة بمكتب الهيدروكربونات التابع للحكومة المغربية. وقد لاحظ أن البيانات الجيولوجية والخرائط الموجودة على موقع الويب الخاص بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وكان دقيقًا وحديثًا. بلغة تعاقدية بترولية احترافية"، ويعود الفضل في ذلك مرة أخرى إلى الأخ محمد فاضل كمال.
إن هذه النجاحات تؤكد أن القضية الصحراوية ليست مجرد ملف دبلوماسي عابر، بل هي حركة نضالية متجذرة يقودها مناضلون مخلصون، قادرون على فرض خيارات الشعب الصحراوي وإيصال صوته رغم محاولات التعتيم والتضييق والإساءة والتشويه المخزنية الرخيصة.
د. غالي الزبير