القائمة الرئيسية

الصفحات

الالية الوطنية للخطاب والحاجة لمثالية حامل الخطاب ...


لاتزال الالية الوطنية للخطاب تراوح مكانها منذ تأسبسها، دون احراز اي تقدم في إنتاج خطاب يواكب التطورات الداخلية والخارجية التي تعرفها القضية الوطنية ويقدم للرأي العام الوطني كل المستجدات والرد على الانشغالات وتوضيح مختلف القضايا التي تشغل بال المجتمع.
وبالرغم من الإمكانيات المادية والبشرية التي ترصدها الجبهة لهذه الالية الوطنية إلا أنها في الواقع تبقى مجرد حبر على ورق دون إثر يذكر.
وهو ما يترجم تراجع دور الخطاب السياسي والتعبوي وغياب تأثيره في القواعد الشعبية حتى اصبحت لدينا ازمة خطاب، فتخرج المؤتمرات والندوات والاجتماعات بوثائق وقرارات في غاية الحسن والاتقان، لكن انعكاسها يبقى مجردا عن واقع الميدان  ولعل المعضلة تترجمها تصرفات وممارسات حامل الخطاب والقائمين عليه، حين ان القواعد الشعبية سئمت ممن يردد خطابات الحماس الثوري على وقع التصفيقات والزغاريد وبعد انتهاء الحدث يغادر الى برجه العاجي اين اختار لنفسه ومن يعوله احسن الظروف بعيدا عن واقع اللجوء ،والصمود، فهجر معظم قيادات الصف الاول مخيمات العزة والكرامة دون تمعن في انعكاسات ذلك على القضية وثقة ونفسية الجماهير التي يقودها الى هدف التحرير، فبدأ الخطاب يتراجع امام تراجع مثالية الاطر وابتعادها عن القواعد الشعبية وقيم ومبادئ ثورة العشرين وبدأت الهوة تكبر شيئا فشيئا حتى وصلنا الى ازمة خطاب! لتستحدث الالية الوطنية التي تعنى بكل الشركاء في صناعة الخطاب، لكن الهيئة الجديدة لم تنجح في ترميم ما افسد الدهر، بعدما تم اختيار ادواتها خارج المعايير الضامنة لمصداقية ومثالية الخطاب ونبله في شحذ الهمم وصقل التجربة الوطنية والتنظيم السياسي مما علق به من الشوائب بعدما باتت كل التصرفات تحت المجهر في عالم الرقمنة وفضاءات التواصل الاجتماعي والتي باتت تؤثر بشكل جذري في حياة الشعوب والمجتمعات وتحدث ثورات التغيير غير محسوبة العواقب.
ومع ان القدوة اساس الخطاب واكبر عوامل نجاحه يجب التركيز على انتقاء الادوات والاطر التي تتولى نقله وتبليغه وفق شروط وضوابط تضمن التأثير ففي المثل الشعبي "الي ريالك خرص رقبة امراحو"
وفي القديم قيل، "عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...