القائمة الرئيسية

الصفحات

التغيير مطلب ملح .. ولسان الحال يكفي عن السؤال..


يجب على كل من يفكر في التغيير أن يدرك قبل غيرھ أن أولى متطلبات التغيير (في حالتنا نحن) ھو إمتلاك خطة مستوحاة من تقييم موضوعي يحظى بشبھ اجماع على الأقل يحيل إلى قراءة متفق عليھا لما ھو كائن وما يجب أن يكون..
ويجب  ألا ينسى  الحالة النفسية(بفعل تداعيات طول مدة الحرب واللجوء والشتات) المؤطرة لتفكيرنا والتي تدفعنا دفعا إلى التيھان في كل الاتجاھات وأبعد من ذلك إلى الخلاف و التباغض..في غياب آليات تنظيمية فعالة في مستوى بناء كيان وطني..
ويجب أن يستحضر أن التغيير لھ موضوع(أي ما يجب أن يستھدفھ  التغيير من رؤية وآليات عمل وھياكل وتحديد أدوار وتوزيعھا ..وكل تفاصيل إدارة الشأن العام) ولھ حامل (أي الآليات المؤھلة لتأطير التغيير)..ولكن في حالتنا يكون حامل التغيير ھو موضوع التغيير نفسھ..وھو ما يجعلنا-أمام التحديات التي نواجھھا - في ورطة كبيرة تفرض علينا الكثير من المسؤولية والجدية وحسن النية وصفاء السريرة ورحابة الصدر ..وبخلاصة تفرض علينا الكثير من الابداع..
ھذا يعني أول ما يعنيه الاقتناع بأن:
●  الاصرار على تبني منھجية البناء على الأنقاض يتطلب الكثير من (العتنة) وھو ما نفتقده تماما، مما يحتم علينا الانطلاق مما نمتلكھ بين أيدينا وصقلھ (الاثراء، الدعم، التعديل، الإلغاء...) بما يتساوق مع متطلبات التغيير التي نتوخاھا.
● كل تقدم وكل تقھقر في الأداء ھو محصلة فعل الجميع ولا ينبغي ألبتة أن نعزوھ لقطاع دون آخر أو جھة دون غيرھا أو فيئة بعينھا أو شخص دون البقية ..وھذا فھم يتماشى مع خصوصيتنا فنحن أقل وأضعف  من أن نستغني عن أحد أو نتجاھل رأي.. وھو يساعدنا في تجنب السقوط في وحل التفكير الاقصائي الذي يعمق الھوة ويعقد الورطة..
والآن...وإذا كان ھناك اتفاق ولو بأقل الدرجات على أن ھذا التأمل لا يندرج ضمن سفسطة التفيقھ و(تساتيف) العبارات و منھجية (قاضي الناس) ..وفيھ 
من الوجاھة ولو النزر القليل.. فإننا محكومون - كيما نحقق الوثبة المبتغاة- بإيجاد توليفة تأخذ بعين الاعتبار  المعطيات أعلاه  وتحض على ضرورة استشعار المخاطر المحدقة والتي نقصر المسافة بيننا وبينھا بالموات وبلادة الحس وبرودة الأعصاب والارتياح للتعايش مع حالة الوھن والارتكان لواقع افتراضي يحول يوميا بيننا وبين تحقيق أھدافنا الوطنية، بل يغير صياغة سياق المسيرة ويعبث بأنساقھا ويزور الوقائع  ويقنعنا برواية مغايرة تماما لما كنا مقتنعين بھ إلى الأمس القريب ..واقع افتراضي علامتھ المميزة "التفاھة" ...
بقلم؛سعيد عمار

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...