سمعت منذ امس من "و سائل التقاتل الاجتماعي" ما اصم اذاني و ما افزعني و ابكاني من غضب و سخط و تألم و انكسار.
الحادثة خطيرة و الخسارة كبيرة والالم غائر والدمع مكفكف و القلوب تنزف والتعازي صادقة و العواطف مخلصة...ولكن الحدود محرم تجاوزها وفورة الغضب لايسمح لها ان تمس من المصالح العليا اوتنسي في " الهم الاكبر والتحالف المقدس".
و حين تخبو ثورة الحنق علينا ان نطرح الاسئلة الصحيحة على انفسنا ونحدد نصيبنا من الأخطاء و نعترف بها ليسهل ليصح استغفارنا و تصلح توبتنا.
وقبل مواجهة الاسئلة الصحيحة و الصعبة واستحضار الاجوبة و بناء الفعل والسلوك المستقبلي على مقتضى الاجوبة فتجدر الاشارة الى ان الجزائر فتحت لنا بابها و احتضنتنا و اغدقت كرمها و مكارمها في استضافتنا على اساس صريح و شرط ثابت: اننا شعب اخرج من دياره ظلما وقهرا و دق باب الجزائر مطاردا بدالقنابل *همه الوحيد التأمين على ضعافه من نساء و اطفال و شيوخ و التزود من ثورة عظيمة شامخة كريمة علما و تدريبا و تسليحا للتعجيل بتحرير الارض و العودة السيدة اليها*. لم يدر حينها في خلد اي منا ان أجيال الصحراويين ستتحول طاقات لبيع العرق مقابل الرزق او قوات للمخاطرة بالارواح نظير الارباح السريعة او جماعات لتهريب مواد المضيفين و الضيافة وادخال البلاء و الوباء للجزائر.
نعم التنظيم السياسي الصحراوي و رؤاه واستراتيجياته مسؤول، والحكومات الصحراوية مسؤولة و اداواتها للتنشئة والتربية والتكوين والتشغيل مسؤولة وانحدارا الى واقعنا اليوم فالتنسيق ومستوى العلاقة مع المضيف مسؤول.
اختم باعادة تكرار القناعة الراسخة: ان لا صلاح لآخر الامر الا بما صلحبه مبتداه وان اخلاصنا و محض كل انتباه وبال وجهد وجد لتطوير الحرب الوطنية وتصعيد القتال فربحها بعد التغلب على عوائق الوثبة بها الى الملاحم البطولية...ذلك هو سبيل النجاح و الفلاح و الخلاص من اوحال التردي والضعف والغرق في الردات الانفعالية على افرازات واقع مصطنع وسراب مضلل وشراك العدو الذي يتقدم في خطته لتحويل ميدان المواجهة واستهلاك كل الطاقة الى قعر المخيمات و ساحة الاشتباك معه الى رينغ مع الصديق.اللهم قنا شماتة الاعداء.
البشير مصطفى