كيف استفادت قناة الجزيرة من حرب غزة؟
لعقود من الزمن سيطرت قناة الجزيرة القطرية على ريادة الاعلام العربي وخطت إلى مستوى متقدم ضمن كبريات وسائل الاعلام العالمي، بما تملكه من قدرات بشرية متمكنة وامكانيات مادية ضخمة وتمويل رسمي سخي وانتشار واسع في جميع انحاء العالم وبرامج متنوعة منجزة بصورة احترافية، ولكن وقوع الحكومة القطرية ولسانها الناطق - قناة الجزيرة- في مستنقع الفتنة والتحريض الرخيص خلال ما عرف بالربيع العربي أفقد قناة الجزيرة جزءا معتبرا من متابعيها وأدى إلى استقالة عدد من كبار صحفييها، ولم تفلح كل جهود إدارتها ومموليها في استعادة نسب المشاهدة التي فقدتها لصالح قنوات منافسة، غير أن تغطية قناة الجزيرة لأحداث غزة بصورة واسعة وبتتبع دقيق لكل تفاصيل المشهد الفلسطيني دقيقة بدقيقة وبلغات متعددة أعاد للقناة القطرية ألقها وتوهجها بحيث أصبحت مصدر الاخبار الاول لما يحدث في غزة عبر شبكة واسعة من المراسلين، من جهة، ومن جهة أخرى من خلال نشر المادة الاعلامية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية بصورة تكاد أن تكون حصرية.
العمل الكبير الذي قامت وتقوم به قناة الجزيرة هو استثمار اعلامي وسياسي بامتياز لهذه الأزمة، يمتلك تبريراته من دعم الحكومة القطرية للاخوان المسلمين وفي طليتعهم حركة حماس، ويبقى غض الطرف الأمريكي والاسرائيلي عن هذا النشاط الاعلامي المضاد لمشاريعهم -رغم أن القناة باعتراف رئيسها السابق وضاح خنفر كان تتلقى التوجيهات من السفارة الأمريكية في قطر- يعود إلى حاجة الامريكان والاسرائليين الى قطر كوسيط في التفاوض المتواصل من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، كما كانت قطر وسيطا بين الامريكيين وحركة طالبان أثناء ترتيب اتفاقية الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان.
د غالي زبير
أخر المواضيع من قسم : مقالات