بقلم سعدبوه بلة
...للمكتبة المدرسية دورا مهما في العملية التربوية الحديثة التي لم تعد تعتمد على الكتب المدرسية وحدها بل أصبحت تهتم بالمراجع الإضافية والوسائل المتنوعة التي توفرها المكتبة لتعزيز المنهج المدرسي وتبسيطه وتيسير محتواه وتشجيع الطلبة والتلاميذ على البحث والدراسة.
وتعتبر المكتبة المدرسية مركز إشعاع ثقافي وعلمي هو جزء مهم من المدرسة لا غنى عنها وأداة فاعلة تساعد في إثراء المناهج الدراسية ونشر الثقافة العامة لهم وإضافة إلى ذلك فهي تزود الطلبة والتلاميذ الخبرات والمهارات التي تساعدهم على توسيع أفقهم وتنمي لديهم قدراتهم ومواهبهم و العادات القرائية وتعرفهم بمحيطهم المباشر هذا بالإضافة الى مساهمتها في ربط الطلبة والتلاميذ بتارخهم وجغرافيا بلادهم .
ولا شك أن في ذلك تأكيدا واضحاً على أهمية القراءة وضرورة الاهتمام بها، ولا يكون ذلك إلا بتوفر مكتبة مدرسية تستقبل التلميذ والطالب بعد دخولهم للمدرسة، وهنا يأتي دور المكتبات المدرسية في تربية الفرد وسعة إطلاعه ويتبين ذلك من خلال ما يواجهه الفرد في أول مراحل الدراسة قبل الجامعة وبالأخص مرحلة التربية الأساسية تتحمل المكتبة المدرسية أكبر المسؤوليات في إعداد المواطن، وتحقيق نموه بشكل متوازن من الجوانب الجسدية والنفسية والأخلاقية والعلمية، وتزوده بالقدر اللازم من المعارف والاتجاهات التي تمكنه من شق طريقه في ميادين الحياة العلمية، وإعداده لمتابعة دراسته الجامعية.
وتعد المكتبة المدرسية في مختلف مراحل الطالب الدراسية عاملاً فعالاً في ترجمة هذه الأهداف والمبادئ إلى حقائق لأنها المكان الذي تتكون فيه عادة المطالعة وحب البحث وينمو فيه الميل إلى القراءة فمخزون المكتبة من الكتب والصور والنشرات والخرائط والأفلام والصور العلمية غير المتحركة، والتسجيلات المسموعة والمرئية وكل المواد المكتبية المطبوعة ويجعل منها منجم ذهب لكل دارس ومتعلم، تلميذاً كان أم مدرساً، لأنها واحدة من أهم الركائز العلمية التي تقوم عليها المدرسة الحديثة، من أجل بناء جيل تربوي سليم.
ولذلك تقع على المكتبة المدرسية مهام مضاعفة تخرجها من حدود دائرة تدريس الكتب المقررة إلى آفاق معرفة أوسع، وفي مقدمتها ترسيخ عادة القراءة لدى الطلاب والتلاميذ.من هنا جاءت فكرة المعلمة متو المحجوب امبارك في انشاء مكتبة بمدرستها مولاي سيدي ابراهيم الواقعة بدائرة الدورة _ ولاية العيون ، حيث التقينا بالمدرسة متو امبارك المحجوب ، وحاورناه عن تجربتها في انشاء مكتبة مدرسية بامكانيات بسيطة و بسواعد أهل الخير .
متو امبارك المحجوب هي معلمة طور ابتدائي ، منذ تسعينيات القرن الماضي ،
بداية السلام عليكم الأخت متو واشكرك على تلبية الدعوة وانتِ في طريقك للاتحاق بمكان عملك.
*السؤال الأول:* حدثينا عن فكرة انشاء مكتبة بالمدرسة الابتدائية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولكل المتابعين ، كما تعرف وانت من الأساتذة والمعلمين الذين مروا بتجربة طويلة بهذه المنظومة التربوية ،فلا شك أن النبتة اذا اردتها أن تعطي ثمارها ،فلابد من سقيها وتلقيحها أن اقتضت الضرورة ،وهذا ما يجب أن تحظى به المدرسة الابتدائية كما يعلم كل معلمة ومعلم بأن المرحلة الابتدائية هي بداية النقش على الحجر أو بمعنى آخر العناية والاهتمام بها يختلف تماما عن باقي المستويات الأخرى، وهذا بالضبط ما دفعني إلى وضع تصور عن المكتبة في هذا المستوى والبحث عن السبل التي تساهم في نجاحه.
*السؤال الثاني :* من خلال وضع تصوركِ لإنشاء مكتبة لمدرستك، ماهي الأهداف والولويات التي ترمي من ورائها المكتبة ؟
اكيد ان هناك اهداف تربوية ثقافية وطنية، فالمكتبة مدرستنا أهداف كثيرة لاتعد ولاتحصى ولكن نذكر بعضها من بينها مساندة المناهج الدراسية ، تعلم التلميذ المطالعة الذاتية وهو هدف من أهداف التربية ،كذلك تغرس في التلاميذ حب المطالعة الحرة سوى داخل المؤسسة أو خارجها ، ومن هنا تنمي شخصية الطفل وتكسبه مهارة جديدة، كما تنمي فيه تضحيات شهدائنا و تربطه مع تاريخه وجغرافيا بلاده هذا بالإضافة الى تنمية القدرات الفكرية والمهارات والمواهب
*السؤال الثالث :* كيف وصلت إليكم الفكرة بإنشاء مكتبة ؟
شكرا مرة أخرى على سؤالكم المهم .
كانت دائما لدي فكرة ان ليس هناك مستحيل فمادامت لديا قناعة باهمية المطالعة ودورها المهم في ترسيخ المفاهيم والمعلومات ،فلابد من إبداع أفكار تساعد على ذلك ،وبالفعل كلفت التلاميذ بجمع بعض المستلزمات الناتجة عن النفايات مثل العجلات ، قارورات البلاستيك وغيرها..فمن هنا بدات تتوسع الفكرة لديا وعند التلاميذ بصنع اشياء تفيد مستلزمات وأدوات المكتبة التي نطمع لها ،وهو ما عمل عليه التلاميذ ، حيث صنعوا اشياء مهمة من تلك النفايات مثل الطاولات واماكن للعب و وخزنات وكثير.
*السؤال الرابع:* بعد كل ذلك الجهد الذي لاحظناه. مالذي تتوفر عليه المكتبة . وهل من صعوبات تواجهتكم ؟
طيب سؤال كان يجب ان تطرحه علي المديرية الجهوية للتربية والتعليم والتكوين المهني بولاية العيون والوزارة الوصية. لكن من حق أن اجيب عليه أيضا، اكيد ان لكل انشغال أو مشكل أسبابه واسلوب لحلوله ، وقصدت الجهات الوصية العليا لأن مصدر قرار الاهتمام والعناية من هناك، فبالرغم من جهود التلاميذ الرئعة وحبهم للفكرة وتجاوبهم معها إلا أن الجهات الوصية لم تساهم الا ببعض الطاولات ،أما جميع المحتوى فهو جهد المعلمة ،والتلاميذ والتلميذات الذين يبذلون أقصى جهد من أجل أن ترى النور الذي يطمح له تلاميذ مدرسة مولاي سيدي ابراهيم بدائرة الدورة من ولاية العيون.
المكتبة بدات به العمل نهاية ديسمبر من العام 2022
ويحتوي المكتبة على العديد من الكتب والمراجع المتنوعة على المستويين التلميذ والمعلم
وهي المكتبة الوحيدة بالولاية بترخيص من الوزارة الوصية
*سؤال اخير*: الأخت متو امبارك
هل من رسائل تريدي أن تصل الرأي العام والجهات الوصية ؟
لا يمكن أن ابعث برسالة دون مشاركة أبناءِ الصغار بالمدرسة فهم من كان لهم الفضل في توسيع الفكرة و ظهورها على مستوى المدرسة ،فاشكرهم واعدهم بأن المكتبة هي ثمار لمجهوداتهم وسنفعل المستحيل لانجاحها لتتبؤ مكانتها المستحقة،
اما الرسالة الأولى في إلى إدارة المدرسة فعلى إدارة المدرسة الاهتمام والعناية أكثر بمكتبة التربية وصقل المواهب .
فيما أتوجه بالرسالة الأخرى إلى وزارة التربية والتعليم والتكوين المهني التي تحاول بذل جهد لكنه لم يكتمل بعد ، بأن تجتهد في المساهمة لترى مكتبة ابتدائية مولاي سيدي ابراهيم بدائرة الدورة النور الذي ينتظره التلاميذ .
في نهاية هذا الحوار، أشكر المعلمة متو امبارك المحجوب ،معلمة بابتدائية الشهيد مولاي سيدابراهيم
