القائمة الرئيسية

الصفحات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات الكاتب : سعيد البيلال ـ من الارض المحتلة ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ذكرى نصب أول خيمة

في ذكرى نصب أول خيمة 05/10/2011بعد أيام ستحل علينا الذكرى السنوية الأولى لحدث نصب أول خيمة في منطقة " أكديم إزيك" الواقعة شرق مدينة العيون المحتلة والمصادفة ليوم العاشر من أكتوبر، تلك الخيمة التي كانت في أول الأمر مجرد " إجراء احتجاجي عادي" نظمه نفر من الشباب الصحراوي ضدا على سياسات الاحتلال التفقيرية والتجويعية واستنزاف خيرات أرضهم أمام أعينهم، تلك الخيمة التي كانت في البدء يتيمة ووحيدة وشامة بيضاء تزين وجه الأرض القاحلة، سرعان ما أضحت مكة النازحين ومقصد المظلومين وقبلة المهمشين وشامة الوطن كله... ونواة من قماش نبتت حولها ثمانية آلاف خيمة بسرعة كالفطر، لتصبح تلك المنطقة الجرداء بين ليلة وثلاثين ليلة " لوحة من خيام" رسمت بريشة التحدي وبألوان الصمود وبأنامل سمراء مدربة على رسم شارة النصر... بل أضحت في غفلة من دولة الاحتلال الغاشم " وطن من خيام"...
تابع القراءة »
............................................

الداخلة... تلك الحسناء المقاتلة..!!

الداخلة... تلك الحسناء المقاتلة..!!**** أعمدة وسحب دخان... حرائق في كل مكان... دموع ودماء على الإسفلت...!! عسكر.. سيارات... شاحنات... دبابات... أسلحة... بلاطجة... شبيحة... رصاص وشهداء...!!  ما هذا..؟؟ أنحن في غزة... أم في بغداد... أم أننا في جنوب لبنان أو السودان...!! أنكون في إدلب .. حماة أو ريف دمشق...؟؟ أم أننا في تعز .. أبين أو صنعاء...؟؟  الحقيقة... أننا لسنا هناك ولا هناك... والحقيقة أكثر أننا لسنا في حاجة للرحيل نحو الشرق لنعيش على إيقاع ثلاثية العرق والدموع والدماء... فالمدن الصحراوية الواقعة تحت السيطرة المغربية نقط أخرى لتَمثُل تلك الثلاثية منذ عقود ثلاثة... بالأمس كانت ملحمة "أكديم إزيك" التي حررت العرب من تكلسات الخوف وترسبات التردد وعقد الانتظارية وعبدت الطريق لرياح الحرية التي اتجهت شمالا وشرقا وعصفت  بأنظمة...
....................................................

الارتزاق المغربي بورقة المرتزقة


***26/08/2011وأخيرا وبعد ستة شهور من الحرب الضروس والمعارك الطاحنة دخل الثوار الليبيين طرابلس العاصمة بعد معركة سريعة وخاطفة، وكان ذلك إيذانا بقطع ثورتهم لمرحلة مهمة جدا قبل الحسم النهائي الذي لن يكون سوى بإلقاء القبض على العقيد معمر القذافي حيا أو ميتا، والقضاء على ما تبقى من جيوب كتائبه وفلول اللا نظامه. هذه المعركة الميدانية التي حظيت بمتابعة دولية غير مسبوقة وتغطية إعلامية منقطعة النظير، عرفت كذلك حربا نفسية ودعائية شرسة من كافة الأطراف، حيث روج الثوار منذ لحظاتهم الأولى لدخولهم المدينة لخبر اعتقال نجلي القذافي محمد وسيف الإسلام ومقتل ابنه الآخر الساعدي وفرار العقيد وابنته وبقية أفراد عائلته، وهو أمر كانت له تداعيات ميدانية وثمار سياسية أكبر من توقعات الثوار أنفسهم باعتراف رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليمن بين لعب صالح ولعبة المصالح


اليمن بين لعب صالح ولعبة المصالح 20/08/2011ظهر الرئيس اليمني الآيل للسقوط مجددا عبر شاشة التلفزة بخطاب جديد، لكنه هذه المرة طل علينا بطلعته المعهودة قبل حادث المحرقة، وبدا أنه خضع لعدة عمليات تجميلية على يد الطواقم الطبية السعودية المشهود لها بالبراعة والإتقان، والتي نجحت على الأقل في إعادة بعض الرونق المفقود لوجهه المحترق الذي لم يعد يحفظ حتى ماءه، لكن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر...؟خطاب صالح هذه المرة لم يخلو كالعادة من نفس النبرة الحادة والاستعلاء والزهو بذاته في مقابل الاستهزاء بالخصوم والتقليل من حجمهم وتقزيم ثورتهم وهي طريقة لطالما عرف بها هذا الرئيس المراوغ وترتكز بالأساس على توظيف بعض المصطلحات والمفردات التي تنتمي حصريا لمعجمه الخاص جدا مثل "الانقلابيين" و" أصوات نشاز" و" فاتكم القطار" وغيرها...وعلى العموم لم يعد أحد ...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مات بعده ودفن قبله..!!


مات بعده ودفن قبله..!!****هذا ليس سؤالا أو لغزا أو " تحاجية "، هو ببساطة عنوان لحكاية من مسلسل حكايات زمن الاحتلال التي لم تنتهي بعد، حكاية " والد وولد"، الأب " سيد أحمد عبد الوهاب دمبر" الذي فارق الحياة منذ خمسة أيام بعد حزن طويل على إبنه "سعيد دمبر" الذي اغتيل منذ تسعة أشهر بدم بارد على يد شرطي مغربي...وفيما وارى الوالد الثرى...لا زال الولد في انتظار قبر...؟ فمن قال أن إكرام الميت دفنه..!؟ ليأتي لوطننا ليرى كيف يهين الاحتلال أمواتنا وأحيائنا على حد سواء..!!هي حكاية أليمة وموجعة ليست من وحي الخيال، ولاهي قصة قصيرة من بنات أفكار أديب مرهف الإحساس، ولا هي شطرا من قصيدة حزينة لشاعر متيم يذرف دموع الفراق على أطلال القبيلة...؟ بل هي حقيقة ساطعة تختزل كيف تعايش شعبنا المستضعف مع قدر الموت القادم مع رياح الشمال، وكيف يتسابق أفراد العائلة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كرسي الحكم إلى سرير المحكمة 04/08/2011كان مشهدا لا يصدق ذاك الذي شهدناه بأم أعيننا يوم أمس، الرئيس المصري المخلوع - بقوة الثورة-  الذي امتطى صهوة كرسي الحكم بأرض الكنانة لأزيد من ثلاثة عقود يدلف قفص الاتهام بقاعة المحكمة على سرير متحرك، من كان يتصور أن حاكما عربيا مستبدا تربع على عرش أكبر دولة بوليسية عربية ومشرقية يمكن أن تكون نهايته كهذه...؟ أن تنحدر به الأقدار إلى هذا المستوى..؟ أن يساق مهانا إلى أكاديمية الشرطة التي كان ينفش فيها ريشه زهوا واحتفالا بعيد جهازه الأمني القمعي يناير الماضي تاريخ تفجر الثورة المصرية التي أسقطته وهاهي تحاكمه على جرائمه وشرطته بنفس المكان بغير احتفال ولا زهو...!! وأن تبث أطوار محاكمته المذلة على الهواء مباشرة بواسطة نفس التلفزيون المصري الذي لطالما كان جهازه الدعائي الذي يهش به ويعتم به ويضلل...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في انتظار قبر...‼


في انتظار قبر...‼*** سعيد دمبر... شاب ثلاثيني العمر... صحراوي الانتماء والهوية... كان مقبل على الحياة بشغف وعنفوان... قبل أن تنهيها "طلقة نارية قاتلة " من مسدس حاقد لشرطي مغربي جائر...ذات ليلة ظلماء من شهر كانون الأول 2010...بالعيون الجريحة... فمن قال أن الحرب قد توقفت...؟ من قال أن وقف إطلاق النار ساري المفعول...؟  ألغام تيرس ولخيالات والسكن تفند ذلك...ورصاصات " الشاب دمبر " وقبله " الطفل الكارحي" تكذب ذلك...‼سعيد دمبر... برعم من ربيع لم ينهي زحفه بعد... قمر اصطادته أيادي المساء الآثمة...ضدا على نوره الساطع...في زمن العتمة الذي يصادر كل بقع الضوء...كان قدره أن يموت مرتين...حين قضى نحبه وحين غابت الحقيقة...مثلما كان قدره أن يدفن مرتين.. حيث وارى جثمانه الطاهر ثلاجة نتنة في انتظار قبر موحش... وفي انتظار فك طلاسم ألغاز " الجريمة البوليسية"...

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دروس الربيع العربي


دروس الربيع العربي تعيش الشعوب العربية منذ نهاية السنة الماضية على وقع حراك سياسي أجمع الخبراء والباحثين على تسميته " الربيع العربي" حيث تمكن الشعبين التونسي والمصري في ظرف زمني قصير من إسقاط نظامين عتيدين كانا إلى الأمس القريب في عداد الأنظمة البوليسية القوية العصية على السقوط، فيما لا زالت شعوب أخرى تكافح لإسقاط أنظمتها أو على الأقل إصلاحها. وعلى الرغم من أن هذا الربيع ألغى إلى حد كبير الخصوصيات و الحدود وأظهر وحدة الشعوب العربية الرازحة تحت نير الاستبداد والتواقة للحرية التي توحدت صرخاتها بشعارات ويافطات موحدة، إلا أن كل شعب على حدا ابتكر وسائله وأساليبه واجترح لنفسه منهجا خاصا به، كما أن كل ثورة وتجربة اصطبغت بمميزاتها و استفردت بأيقوناتها وأنتجت عبرها ودروسها. الثورة التونسية: دور النخبة المثقفة والطبقة المتوسطةدروس الثورة...
تابع القراءة »

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مخيم العيون***كان مسعود برفقة أصدقائه، المحفوظ والبشير و الحافظ وحْمَدَُو، على تلة قرب "مخيم العيون"، يفترشون حصيرا تتوسطه "طبلة شاي" ومرفقاتها، وقربهم حزمة من الحطب يزودون بها كل مرة نارهم الهادئة، يسامرون ليلهم البهيم وأعينهم صوب الموقد تارة والمخيم تارة أخرى، وكأنهم حراس - متطوعون - من نوع خاص، كانوا يلوكون نفس الحديث الرتيب، المفعم بالحسرة على أوضاعهم المزرية وعلى زمانهم الذي لفظهم بسبب جهلهم وفقرهم وأشياء أخرى، والذي كان ينتهي دائما بنفس اللازمة وهي تمني اختلاس فرصة الهجرة نحو الديار الإسبانية، بلاد الأندلس، "الفردوس المفقود"، على اعتبار ذلك الحل الوحيد للانتشال من المتاهة و الخلاص من البؤس، كانوا أثناء ذلك يدخنون بشراهة سجائر رديئة يتعالى دخانها كسحابة رمادية تشي بهم وبنارهم، وكان حينها جهاز الراديو القديم والمهترء يصدح بقصيدة " خْلَعَنا"...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثورة جديدة ضد ثائر سابق


الثورة نحو بنغازي في الفاتح من سبتمبر 1969 كانت المملكة الليبية المتحدة على موعد مع الثورة التي قادتها حركة "الضباط الوحدويون الأحرار" بزعامة شاب مغمور، ثلاثيني العمر يشغل ملازم أول في الجيش، يدعى "معمر القذافي"، والتي أطاحت بالملك "محمد إدريس السنوسي" المحابي حينها لقوى غربية أشرع لها كل مداخل جغرافية البلاد عبر العديد من المعاهدات الاستسلامية التي سنحت لهذه القوى وخاصة بريطانيا بتثبيت قواعدها ونفوذها وسيطرتها، مما أثار استياء ومعارضة الشعب الذي اعتبر ذلك بمثابة عودة للاستعمار بثوب جديد والذي كافح من أجل تحرير البلاد منه لعقود من الزمن وتسنى له ذلك سنة 1951. نجحت الثورة حينها دون إراقة للدماء بعد ان زحفت نحو بنغازي رمز الكبرياء والمقاومة، وسيطرت على كل المؤسسات وأولها مبنى الإذاعة أين أذاع بيانها رقم واحد، ذلك الملازم المغمور الذي عمل بعد...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمخض الجبل فولد فأرا...كان الجميع مشدوها أمام مختلف شاشات القنوات الفضائية في انتظار ما يمكن أن يحبل به الخطاب الثاني للحاكم على رقاب الناس عنوة في أرض الكنانة "حسني مبارك"، بعض الحالمين ذهب بعيدا حين اعتقد بحسن نية أنها ربما تكون " خطبة وداع" ستتمخض عنها إجراءات عديدة ليس أقلها، تنحيه عن كرسي الحكم حرصا منه على "مصر المحروسة" واستجابة لمطالب الجماهير الثائرة أو على الأقل تأثرا بتلك الدماء الطاهرة التي سفكت قرابينا على مذبح الحرية بميدان التحرير وشوارع السويس وغيرها من مواقع الاعتزاز والصمود، و تعبيد طريق الانتقال الديمقراطي السلس للسلطة من الهَرَم الهَرِم إلى من يختاره ويبتغيه الشعب الذي خرج في كل المدن المصرية وفي كل نقط تواجد أبناء "أم الدنيا" في العالم، من أجل هدف واحد بشعار واحد لا غبار عليه " الشعب يريد إسقاط النظام".لا شئ من هذا حدث...
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشعب يريد إسقاط النظام


لعل الجميع كان على يقين أن ما وقع في تونس منتصف الشهر الفارط هو فقط عنوان عريض لما سيعتمل بأقطار الجوار بعد حين، وهو بداية النهايات لأنظمة تسلطية متعفنة أخرى تعج بها خريطة الوطن العربي، وأن "ثورة الياسمن" ليست سوى مقدمة للربيع القادم الذي سيزهر ريحانا وأقحوانا وفل على الطريقة العربية هذه المرة، لكن لا أحد كان بإمكانه التكهن بالطريق التالي الذي ستسلكه " لعنة البوعزيزي"، اغربا أم شرقا، تلك اللعنة التي يبدو أنها ستصيب كل حاكم تقاسم مع "زين الهاربين" كسرة الاستبداد وسكر معه حتى الثمالة على طاولة "الأمل في الخلود".الجميع الآن يحجز مكان له قرب التلفاز، ويحبس أنفاسه أمام تشويق الحلقة الثانية من المسلسل العربي " الشعب يريد إسقاط النظام" التي تُعرض هذه الايام على الهواء مباشرة بميدان التحرير "بقاهرة المُعز"، بعد أن عُرضت حلقته المشوقة الأولى بنجاح في...
تابع القراءة »
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عربة البوعزيزي...وطائرة بن علي.... !!


من كان يظن في ابسط ظنونه، أنه يمكن لنظام أمني بامتياز، قمعي الارتكاز، مقاوم للاهتزاز، كرس وجوده بترسانة بشرية عسكرية وبوليسية فاقت الألوف المؤلفة، وثبت أركانه بإجراءات قانونية ومسطرية مشددة، وأحاط علبته السوداء بكوكبة من الانتهازيين المتحصنين خلف نظام من الامتيازات والعطاءات التي تقطر على كل من آمن بدين النظام الحاكم وسبح بقمعه، أن تكون نهايته بهذا الشكل الدرامي المهين..! وعلى يد بائع متجول لا حول له ولا قوة..!من كان يعتقد فيما يعتقد، أنه يمكن لرجل سبعيني العمر، عشريني الحكم، طامع في الخلود مدى الحياة على كرسي انتزعه من سلفه المريض "بانقلاب طبي"، والذي قبض على جمر السلطة بقوة العصا ونعومة الجزرة، وحصن كرسيه المريح ببراغي من نار وحديد ووعيد وتهديد، وحول تونس "الخضراء قبله " إلى مرزعة بنعلية/طرابلسية ( نسبة لعائلة زوجته ليلى الطرابلسي ) وقسم...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجنين السجين... !!


" إلى : المرأة المناضلة... والأم الفاضلة :فاطمتو الصابي...و جنينها السجين "***الجنين السجين...." رهين المحبسين " الجديد الذي لم ينطق شعرا بعد...بل لم يصرخ بعد صرخته الطبيعية الأولى فكيف له بنظم القوافي.. !" ابو علاء " عصره الذي اعتلى عرش قلوبنا ومنصة عطفنا...مثلما اعتلى الدرجات العلى حتى اضحى اصغر سجين سياسي لم يسمع بتهمته بعد..مثلما لم يرى سجنه ولا سجانه بعد..." معري " زمانه الذي عرى الغزاة على حقيقتهم...في زمن تعرت فيه الانسانية من كل شئ...!!" الجنين السجين "...بالحبس لكحل الرهيب...وهذا لقبه وعنوانه مؤقتا إلى حين يصبح له اسم آخر ويعود لعنوانه الأصل..." رهين المحبسين " .. القابع هناك بين ثنايا رحم أمه اللبوءة...والسجينة بدورها " فاطمتو الصابي " البطلة... و زنزانة الاحتلال الجبان...تلك الزنزانة النتنة الحبلى بالأم الطاهرة... والأخيرة الحبلى...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحيل بن علي.. سقوط نموذج


اشتعلت النيران في النظام التونسي اشتعالها في الشارع فرحل بن عليمحمد المختارفي السابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987 أعلن الوزير الأول التونسي (ووزير الداخلية أيضا) يومئذ زين العابدين بن علي توليه زمام السلطة والإطاحة بنظام الرئيس الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس منذ فجر الاستقلال أواسط خمسينيات القرن الماضي.بدا التغيير هادئا، وقيل لحظتها إن انقلاب بن علي -الذي حلا لمناصريه تسميته تغيير السابع من نوفمبر- إنما هو سرقة لما يمور به الشارع من رفض لسياسات العجوز المريض بورقيبة، الذي لم يعد له من العقل إلا ما يتمسك به بالسلطة.ورحبت القوى التونسية التواقة للتغيير يومئذ -يساريين وإسلاميين- بالانقلاب الذي لم يطل التفكير في مراميه وأهدافه، وما يمكن أن يحققه، حتى كشر عن أنياب العداوة لليساريين والإسلاميين والعروبيين، مستغلا بعض القيادات اليسارية التي التحقت...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين يزج بالنون في السجون..!!


إلى: قمم الشرف....مرتفعات الصمود... قوام التحدي...ينابيع التضحية...سفيرات الإباء... سجينات العزة و الكرامة....البطلات الست...لبوءات أكديم ازيك : " فضالة جودا...فاطمتو الصابي...الزهرة الانصاري...غلية الجماني..انكية الحواصي...حياة الركيبي "...-----فيض من : الأسئلة المخجلة ..!!ماذا تبقى من أحرف الرجولة...حين يزج بنون النسوة في السجون.... ..!؟؟؟ما ذا تبقى من جدوائية " إعرابِ " فقد أحد أركانه..؟ وزج به في مكان نتن لا محل فيه للإعراب...؟ و " نحوٍ " اقتطعت منه نون العزة...ونحا بدوره نحو مناحي أخرى...؟ و" صرفِِ " صرفت عنه النون بالقوة نحو رقعة غير قابلة للصرف... ..!!؟ما قيمة نون التوكيد في غياب نون النسوة...!!؟ما فائدة " جمع المذكر السالم "..!!؟ في زمن غيبت فيه قسرا " تاء التأنيث "...!!ولأي شئ يصلحون أولئك أو هؤلاء أو هم ... بدون....هن...!!؟ما قيمة...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكارحي والدرة : حين يغتال الرصاص قلم الرصاص...!!


بمنطقة " البريج " في قطاع غزة بفلسطين المحتلة رأى " محمد الدرة " النور، نور في خضم ظلمة الاحتلال، واحتلال غريب تجمعت حروفه من بعيد... في غفلة من التاريخ...وفي الهزيع الأخير من ليال أشد ظلمة...هناك وبين دروب اللجوء، تفجرت الصرخة الطبيعية الأولى لمحمد، كتعبير عن الأمل...وكعلامة على الحياة... في انتظار بقية الصرخات التي لن تكون سوى تعبيرات للألم...والأخيرة منها " صيحة شهادة " ستسبق قدر الموت بقليل....بحي " الفتح " بالعيون المحتلة من الصحراء الغربية ولد " الناجم الكارحي "، ولادة كانت لأهله بطعم الأمل... لطفل ولد من رحم الألم...ألم المعاناة المتولدة من جراء وجود الاحتلال المغربي...المسلم العربي....الجار القريب...الأخ الشقيق... الذي حين كان الأخ الأصغر ينتظر منه السند والعون للتغلب على الغريب...استل خنجره في غفلة من الجميع ووجه له طعنة من خلف......
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رسائل أكديم إزيك


للمرة الثانية يطفو الحديث على المستويين الوطني والدولي عن منطقة " أكديم إزيك " شرق العيون المحتلة في اتجاه مدينة السمارة المحتلة، كانت المرة الأولى منتصف يناير 2006 حين وارى الثرى هناك جثمان شهيد الانتفاضة " حمدي لمباركي " الذي سقط بتاريخ 30 أكتوبر 2005، تحت هراوات شرطة الاحتلال، وهاهو الحديث عن نفس المكان يعود مجددا بعد خمس سنوات، وفي أكتوبر كذلك، هذه المرة أكثر إشعاعا وأكثر حضورا في رزنامة مختلف وسائل الإعلام الدولية والمنابر العالمية والمنظمات الوازنة، خاصة بعد أن سقط في ساحة أكديم إزيك شهيدا آخر هو " الناجم الكارحي " هذه المرة برصاص عسكر نفس الاحتلال.ومرد الحديث هذه المرة عن أكديم إزيك هو شكل جديد غير مسبوق تفتقت عنه عبقرية الإنسان الصحراوي الذي لا يمل ولا يكل من ابتكار الأساليب والوسائل الكفيلة بتحقيق أهدافه، وعلى رأسها الاستقلال التام...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آلاف الخيم منصوبة في العراء، عشرات الآلاف من الصحراويين ينتظمون في لحمة الوحدة الوطنية، ينصهرون في بوتقة اللا مكان، في زمن لا يلجه إلا من ثبتت صحراويته بالمعنيين..!إنها " لوحة الرفض " المرسومة بأنامل تمقت البطالة...التي ألفت الضغط على الزناد أو رسم شارة النصر...وفي كل الحالات كانت تشهد أنه لا إله إلا الله..أهي الأقدار تعيد رسم المشهد الدرامي...!، أم أن التاريخ يأبى بكبرياء إلا أن يعيد صياغة لحظات الشقاء في منعرج آخر من منعرجات حرب الوجود والبقاء..! أم أن الاحتلال المغربي الغبي هو ذاته من يلهمنا كل مرة بسياساته الدنيئة رسم أجمل اللوحات وأخلدها...فبعد خمسة وثلاثين سنة من الاحتلال الجاثم على أكبادنا...ثلاثة عقود ونصف هي عمر بحاله، ينزح أبناء البلد المحتل إلى خارج المدن التي أدماها الاستيطان، تاركين الديار بعيبها على من بقي فيها، والأزقة والشوارع...
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...