القائمة الرئيسية

الصفحات

بين منطق الاستقطاب المرفوض وحصن الإجماع المطلوب


في خضم تزاحم النقاش الوطني، وتزايد وتيرة التقييمات والمبادرات التي تعكس نبض الشارع الصحراوي، وما يدور من سجالات متصاعدة، قد يكون من الضروري الانتقال من موقع المراقب إلى موقع الفاعل، ومن التفرج إلى التحرك التنظيمي المسؤول.
ورغم التأخر النسبي في التحرك تجاه ما أعقب المؤتمر الأخير، الذي شكلت فيه المنافسة على منصب الأمين العام مصدر الاستقطاب، فإن نتائجه كانت بمثابة معطى وإنذار في آن، بعيدا عن تقييم الأسماء أو الخوض في قدرة وأهلية الأشخاص، فإن ما حدث مؤشر واضح على أننا دخلنا مرحلة دقيقة تستدعي فتح قنوات للحوار البناء، بروح من الأخوة والرفاقية.
إننا اليوم على أعتاب خطر تكرار أجواء المؤتمر السادس عشر، بما رافقه من استقطابات وانقسامات أضرت بالمشروع الوطني. فدائرة التذمر تتسع باضطراد في أوساط مختلفة، والانقسام العمودي داخل الحركة بات ملموسا، في وقت نحتاج فيه إلى أعلى درجات التماسك والوحدة لمواجهة التحديات.
إن الاستقطاب الحاد، ونفسيات التشاحن والتباغض، لا تخدم القضية ولا تعين على مواجهة التحديات.نحن بحاجة إلى الجميع، بلا استثناء، لعبور مرحلة تعد من بين الأصعب والأخطر منذ التأسيس.
لا يمكن لروح المؤتمر السادس عشر، ولا لنتائجه الهزيلة، أن تشكل منطلقا لوقف التردي وتجاوز المنعطف. فالمرحلة لا تحتمل ترف الانقسام أو خوض صراعات هامشية. ولا يوجد صحراوي اليوم على استعداد لخسارة أيٍّ كان.
وعليه، أجد أنه من الضروري التسريع في تشكيل لجنة مستقلة، تضم شخصيات مشهود لها بالمصداقية والرصانة، تتولى تهيئة فضاء آمن للنقاش الداخلي، واحتواء التوترات، ورصد مؤشرات الانقسام، وبلورة مبادرات تعزز الانسجام الداخلي، وتعيد بناء الثقة بين الرفاق، بما يعيد إلى الجسم الوطني روح المسؤولية، ويدفعه إلى تجاوز منطق الإقصاء والتجاهل، والانخراط في مسار حواري شامل يعيد ترتيب البيت الداخلي قبل فوات الأوان.
والله من وراء القصد.
الصالح ابراهيم ولد حيمد

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...