القائمة الرئيسية

الصفحات

الأمانة الوطنية أمام فرصة تاريخية للخروج من الواقع المرفوض

في عالم يشهد تحولات جذرية متسارعة، لا مكان فيها للضعف او التردد، ولا منطق لفرض الحق بدون القوة التي تشكل اساس البقاء وفرض الوجود امام التيارات الجارفة لرسم خارطة العالم من جديد، وفي خضم التطورات الاقليمية والدولية تعقد الامانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، اجتماعا مفصليا بعد مضي سنتين على انعقاد المؤتمر الشعبي العام السادس عشر، حيث سيحدد هذا الاجتماع ملامح المرحلة المقبلة، وسيكون بمثابة بريق الامل الذي ينير الطريق امام القطيعة مع الواقع المرفوض، او الابقاء على واقع الضعف والارتجال وهو ما سيشكل انتكاسة للقيادة الوطنية وخيبة امل للشعب الذي يعلق الامال العريضة على اجتماع قيادته السياسية للخروج بقرارات هامة ترقى إلى طموحاته في خلق الاداة القادرة على رفع التحدي وربح الرهانات المرحلية، التي تتطلب قيادة موحدة وقوية وقادرة على تحمل المسؤولية في الخروج بالمشروع الوطني إلى بر الامان، وذلك لن يتأتى بدون وحدة التصور بخطورة المرحلة الاستثنائية والتحديات الخطيرة المحيطة بها في ظل استقواء الاحتلال المغربي بالدوائر الاستعمارية الغربية ومحاولات القفز على الشرعية الدولية لتشريع الاحتلال وتورط اعضاء بارزين من مجلس الامن الدولي في ذلك. وهو ما يتطلب نهضة قوية ترتكز على إحداث الفعل المطلوب في الملفات التي تشغل بال الراي العام الوطني وفي مقدمتها التكيف الحقيقي مع واقع الحرب، من خلال اختيار قيادة اركان تتوفر فيها شروط الميدانية والشجاعة، وحفظ النظام العام وإعادة الاعتبار لهيبة المؤسسات الوطنية، امام انتشار الجريمة المنظمة والفوضى الامنية والحبوب المهلوسة والاعتداءات على الممتلكات الخاصة وعودة ظاهرة السرقة وتسجيل حالات القتل العمد في سابقة خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي مع ضعف العدالة في معالجة عديد القضايا التي تنجر عنها احتجاجات.
بالاضافة الى إيجاد خطة ناجعة لمواجهة الدعايات والاشاعات والحرب النفسية التي باتت تمس المعنويات العامة في غياب وسائط رسمية تبين الخيط الابيض من الاسود في خضم استهداف العدو للجبهة الداخلية والمراهنة على ضرب الوحدة الوطنية ومقومات الصمود التي تشكل حجر الزاوية في ثبات القضية الوطنية.
كما تشكل مسألة التأطير عنصرا اساسيا في استحضار روح الوحدة مع استعداد الشعب الصحراوي لتخليد الذكرى الخمسين للوحدة الوطنية، وكيف استطاعت الجبهة تأطير كل الصحراويين تحت مظلة واحدة هي الثورة وهدف اسمى في الحرية والاستقلال،
ما يفرض على الامانة الوطنية البحث في سبل تأطير جميع الصحراويين في مختلف تواجداتهم ضمن الحرب الشاملة على الاحتلال كل من موقعه وبكل الوسائل المتاحة وحشد الراي العام الوطني نحو الاهداف المصيرية والانفتاح على مساهمات جميع الصحراويين واشراكهم في وضع بصماتهم في المشروع الوطني والتخلص من النظرة الاقصائية وغلق الابواب امامهم.
وفي الشق التنظيمي، فإن الامانة الوطنية مطالبة بالانسجام وخلق الاجماع واستغلال الفرص المتاحة والاستثمار في الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات مع تحديد المسؤوليات داخل الهيئات بدقة ومتابعة الملفات الأساسية من خلال جعل المكتب الدائم للأمانة الوطنية في انعقاد مستمر لتقييم الأداء واتخاذ الإجراءات الضامنة لانتظام العمل وتحقيق الاهداف المرسومة في مختلف الواجهات (رصد التطورات على الجبهات الامامية وإعداد العدة، تأمين الخدمات الاساسية للمواطنين، استنهاض العمل الدبلوماسي وعلى جبهة الارض المحتلة ومتابعة وضعية الاسرى المدنيين بسجون الاحتلال ومرافقة نضالاتهم باساليب اعلامية وحقوقية ناجعة واستغلال شبكات التواصل الاجتماعي في التعريف بالقضية الوطنية وتأطير الاعلاميين والكتاب والمدونين في المعركة الاعلامية ضد الاحتلال وبمختلف الوسائل
ومن اجل إحراز التقدم المطلوب في تفعيل الأمانة الوطنية ولجانها التخصصية ومكتبها الدائم لابد من خلق فضاء للمصالحة الوطنية والتسامي عن الخلافات السياسية وإفرازات الماضي السلبية وفتح صفحة جديدة للعمل التشاركي القائم على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وعدم تحميل المناضلين الاوائل ممن اقعدهم المرض أكثر من طاقتهم بمسؤوليات لا تتناسب ومرحلة استئناف الكفاح المسلح والتي تتطلب التواجد ومضاعفة العمل الميداني، والخروج من تشخيص الواقع المرفوض الى المعالجات العملية واتخاذ المواقف المناسبة، من خلال الخروج بخطة عمل جماعية يتحمل الجميع فيها المسؤولية كل من مجال عمله وفق تقييم متواصل لادائه مع التركيز على بناء الإدارة الوطنية ومراكز البحث والتقييم لكافة الهيئات والاستثمار في العنصر الشاب والكفاءات العلمية والتأسيس لمرحلة جديدة يرى فيها جميع الصحراويين أنفسهم ضمن المشروع التحرري الجامع والمستقبل الواعد بالحرية والاستقلال.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...