منذ أن وقع محمد السادس كل ما يمكنه توقيعه مع إسرائيل أصبح هو بنفسه امرا لا لزوم له، وأصبح قاب قوس أو ادنى من التخلص منه، تماما كما حدث مع حزب العدالة والتنمية، فكلاهما حفر قبره بيده، وكلاهما لا يندم عليه الشعب المغربي ولا حتى أقرب المقربين إليه،التخلص من محمد السادس يبدوا له دوافع قوية جدا ومن أهمها:
ــــ توريث إبنه مملكة مطبعة ليس هذا الإبن سببا في تطبيعها ،وإنما مسؤولية التطبيع تقع على عاتق محمد السادس، وحزب التنمية والعدالة.
ـــــ تغيير رأس الهرم في السلطة المغربية، يحاول النظام المغربي أن يلبسه كل أخطاء الماضي، تماما كما فعل محمد السادس حينما البس الحسن الثاني كل الجرائم والانتهاكات التي وقعت في سنوات الرصاص والتي وعد هو نفسه بأن يحلها وفي الحقيقة بقيت ملفاتها عالقة إلى غدا بعد اليوم:( ملفات حقوق الإنسان والإخفاء القسري وملفات الريف، وجرائم قتل المتظاهرين ..... وهلم جرا ،أي أن محمد السادس أصبح منتهي الصلاحية، وأصبح هو كبش الفداءبنفسه ، رغم ما سيقام عليه من حزن ومن عزاء لذر الرماد في العيون،
إلا أن الموضوع المهم هو من يخلفه،؟! وبه يرتبط كل شئ ،فلو عدنا إلى التشكيل الطبقي للمجتمع المغربي، والذي قاد فيه الكمبرادور عملية تشكيل التحالف الطبقي المسيطر الذي يظم الطبقات الكولونيالية،والطبقة الدينية التي دخلت إلى المسرح السياسي، في جلباب العدالة والتنمية، عند صراع التحالف المسيطر مع الإسلام الراديكالي( العدل والإحسان) هذه الطبقة ظلت تخدم التحالف إلى ان وقعت التطبيع وانتحرت سياسيا،ولكنها تضمن مكانها في المكتب السياسي للعدالة والتنمية،ومكانها في الفتوى كطبقة هامشية للقصر تعيش على بيع الفتاوى.
ثم طبقة التكنوقراطية العسكرية التي أسسها الحسن الثاني على أنقاض جيش التحرير المغربي بعد ذبح العديد من ضباطه وسجن آخرين وهروب البقية إلى الخارج، تكونت طبقة التكنوقراطية العسكرية كأداة خاصة لحماية العرشي الملكي، وحملت إسمه كعنوان سواء الدرك الملكي، أو الجيش الملكي، واسطر تحت الملكي في العبارتين، يبدوا من هنا ان المغرب لا جيش له ولا درك، كل شئ للملك ولكن ليس هذا موضوعنا الآن،لأن هذه الطبقة بدورها تخضع اليوم لصراع الأجندات المتنازعة على الحكم،وأهمها رشيد إبن الحسن الثاني واخواته، في مواجهة الحسن الثالث مدعوما بالرجل القوي في المغرب اندري ازولاي،مدعوما كذلك ب بلخير الفاروق كبير جيش الملك الذي عاد مؤخرا من نشاط في اسرائيل أحد الأطراف الخفية،في هذا الصراع. يبدو أن قيادات الجيش والدرك وبالتالي فقد تحركت اليد القوية في النظام المغربي متمثلة في التحالف بين الحسن الثالث، واندري ازولاي،وبلخير الفاروق لإعادة تشكيل التكنوقراطية العسكرية، واستبعاد الموالين للصف الأخر وهكذا فقط نفهم إحالة 16 جنرالا و32 عقيد من الجيش الملكي والدرك الملكي على المعاش لإبعادهم عن منطقة صنع القرار وسيأتي الدور قريبا على السياسيين الموالين الصف الآخر وستكون هناك متغيرات كثيرة، والسؤال هل تمر المسألة مرة أخرى على الشعب المغربي،هل ينتظر مرة اخرى، هل يمكن ان يتحالف مع القيادات المبعدة،؟ هل ينفجر الوضع تحت ضغط الأزمة؟ ماذا سيحدث في غياب أحزاب وطنية مغربية حقيقية ترافق الشعب المغربي في مصيره المظلم؟ الأيام القليلة القادمة ربما توفر لنا بعض الأدوات العلمية للإجابة عن هذه الأسئلة.