تكبّد الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم خسارة لافتة في الانتخابات الإقليمية بإقليم إكستريمادورا، بعدما تراجع تمثيله في البرلمان المحلي إلى 18 مقعدًا من أصل 65، مقارنة بـ28 مقعدًا في الولاية السابقة، في نتيجة تُعد من الأثقل على اليسار الإسباني خلال السنوات الأخيرة.
وأظهرت النتائج النهائية للاقتراع تحوّلًا واضحًا في موازين القوى داخل الإقليم، حيث حقق حزب «فوكس» اليميني المتطرف تقدمًا ملحوظًا بحصوله على 11 مقعدًا، معززًا حضوره البرلماني ومكرّسًا مسار صعوده في عدد من الأقاليم الإسبانية. وبذلك، يفقد اليسار الإسباني إقليم إكستريمادورا لأول مرة منذ قرابة خمسين عامًا في ظل النظام الديمقراطي، ما يضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل نفوذه في مناطق كان يُنظر إليها تاريخيًا بوصفها معاقل تقليدية للاشتراكيين.
ويُعدّ إقليم إكستريمادورا، الواقع غرب البلاد والمتاخم للبرتغال، من الأقاليم ذات الطابع الريفي والاقتصاد المعتمد على الزراعة والخدمات، وقد شكّل لعقود قاعدة انتخابية ثابتة للحزب الاشتراكي. غير أن تراجع نسب المشاركة، وارتفاع منسوب السخط الاجتماعي المرتبط بتكاليف المعيشة والبطالة، إضافة إلى الجدل السياسي الوطني، ساهمت مجتمعة في تغيير اتجاهات التصويت، وفق قراءات أولية للمشهد الانتخابي.
في المقابل، استفاد حزب «فوكس» من خطاب يركّز على قضايا الهوية والأمن والهجرة، إلى جانب انتقادات حادة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الحكومة المركزية في مدريد. ويرى مراقبون أن الحزب نجح في استقطاب شريحة من الناخبين الساخطين، خصوصًا في المناطق التي تعاني من ضعف الاستثمار وتهجير الشباب نحو المدن الكبرى.
على صعيد آخر، تعكس هذه النتائج ضغوطًا متزايدة على الحزب الاشتراكي بقيادة رئيس الحكومة، في ظل تحديات سياسية واقتصادية داخلية، وتراجع الثقة في الأداء المحلي لبعض الحكومات الإقليمية. كما تفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة لتشكيل الحكومة المحلية في إكستريمادورا، حيث ستكون التحالفات عاملًا حاسما في تحديد السلطة التنفيذية المقبلة.
وتكتسب هذه الخسارة دلالة رمزية تتجاوز حدود الإقليم، إذ تُقرأ في سياق أوسع يشهد إعادة تشكّل للخارطة السياسية الإسبانية، مع تزايد الاستقطاب وصعود قوى اليمين، ما ينذر بتداعيات محتملة على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة على المستوى الوطني.
ربيعة خطاب - الأيام نيوز
