القائمة الرئيسية

الصفحات

وساطة قطرية بين الإحتلال المغربي وجبهة البوليساريو


تتجه دولة قطر للقيام بوساطة بين نظام المخزن المغربي وجبهة البوليساريو، تماشيا وقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي دعا الى مفاوضات مباشرة بين الطرفين المتنازعين، من أجل الوصول الى حل نهائي لهذه القضية التي عمرت لنحو خمسة عقود.
وأفادت مصادر دبلوماسية اسبانية أن دولة قطر التي لعبت دورا كبيرا في الافراج عن المئات من الجنود المغاربة الأسرى لدى جبهة البوليساريو في سنة 2004 ، في اطار تبادل ثنائي، تحاول اعادة الكرة هذه المرة من أجل قيادة الطرفين المتنازعين في الصحراء الغربية، نظام المخزن المغربي وجبهة البوليساريو، الى حل يرضي الطرفين ولا يكون على حساب الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وبرزت مكانة قطر كطرف قادر على التفاعل مع جميع الأطراف، مُنبئة بأحد مفاتيح استراتيجية الوساطة التي واصلت تطبيقها بنجاح في قطاع غزة وأفغانستان واليمن، ومؤخراً في كولومبيا، وهي تحاول اليوم طرق أبواب واحدة من أعقد القضايا في القرن العشرين وهي القضية الصحراوية.
لا يُعدّ الوساطة أمراً عابراً في السياسة الخارجية القطرية، بل هي جزء لا يتجزأ من بنيتها المؤسسية. تنص المادة السابعة من دستور الإمارة على تعزيز الحل السلمي للنزاعات الدولية كمبدأ توجيهي. وبناءً على ذلك، قامت الدوحة، منذ عام 2004، ببناء نهج دبلوماسي يركز على “إدارة الأزمات، والتهدئة التدريجية، والاتفاقات الجزئية، بدلاً من الحلول النهائية”، وفقاً لمصادر قطرية استشارتها صحيفة ” الإندبندينتي” .
وأوضح مسؤولون في الدوحة، وفق المدر نفسه، أن جبهة البوليساريو كانت تُطلق سراح أسرى الحرب بشكل دوري، لكنها طلبت في عام 2004 دعم قطر لمواصلة المفاوضات. وعقب وساطة قطرية، أطلقت الجبهة سراح 100 أسير حرب في فبراير 2004 كبادرة حسن نية، على أمل التوصل إلى اتفاق مع نظام المخزن المغربي. وأضافوا أن وفداً قطرياً رافق الأسرى المُفرج عنهم وأعادهم إلى بلادهم على متن طائرة وفرتها قطر.
وتضيف الصحيفة الاسبانية، أنه في عام 2005، وافقت جبهة البوليساريو على إطلاق سراح جميع أسرى الحرب لتخفيف حدة التوتر مع نظام المخزن المغربي. ويُخلد هذا الحدث في المعرض الدائم بفندق شيراتون في الدوحة، والذي يُسلط الضوء على عملية الوساطة القطرية.
ولا يستبعد أن تعود قطر الآن لتلعب دور الوسيط في المفاوضات التي كانت مستحيلة حتى الآن وفق الصحيفة، وهي المفاوضات التي يسعى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 31 أكتوبر إلى إحيائها، مع الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، والحث على إجراء مفاوضات دون شروط مسبقة.
وتملك دولة قطر علاقات متميزة مع كل من نظام المخزن المغربي والجمهورية الصحراوية ومع الجزائر أيضا، وهو ما يؤهلها للعب دور الوسيط من دون عناء للمساهمة في حل نزاع عمره نحو حمسة عقود
المصدر: الجزائر الجديدة - عبد الله بن مهل

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...