دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إلى مضاعفة الجهود الدبلوماسية الدولية لدعم الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، معبراً عن قلقه العميق إزاء المماطلة المستمرة في تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية.
وجاءت هذه الدعوة خلال خطاب رسمي ألقاه الرئيس أمام مجموعة من المسؤولين والدبلوماسيين، حيث أكد أن الشعب الصحراوي يواجه تأخيرات غير مبررة في ممارسة حقوقه الأساسية، رغم وضوح قرارات مجلس الأمن الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأشار الرئيس إلى أن القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، والتي كان من المفترض أن تعزز مسار التسوية السلمية للنزاع، أظهرت انحرافاً عن المبادئ الأساسية للميثاق، وهو ما يزيد من حالة الإحباط لدى الشعب الصحراوي ويعقد جهود الحل السياسي العادل. وأضاف أن استمرار هذا التأخير يعطي إشارات خاطئة للأطراف المعنية، ويزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق شامل يضمن حقوق الجميع.
وشدد الرئيس الجنوب الإفريقي على ضرورة تكثيف المبادرات الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف الضغط على الأطراف المسؤولة لضمان الالتزام بالقرارات الأممية، ودعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل عادل للنزاع. وأكد أن الدعم السياسي والدبلوماسي للشعب الصحراوي ليس مجرد موقف رمزي، بل ضرورة قانونية وأخلاقية لضمان تطبيق مبدأ الشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان.
كما دعا الرئيس المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الإفريقي والدول الداعمة لحقوق الشعوب في تقرير المصير، إلى توحيد الجهود لتوفير منصة حقيقية للصحراويين تمكّنهم من ممارسة حقوقهم دون عوائق، مضيفاً أن أي تأخير إضافي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة يمثل تجاوزاً للالتزامات الدولية ويقوّض مصداقية المؤسسات الأممية.
وجاءت تصريحات الرئيس الجنوب إفريقي في وقت يشهد النزاع الصحراوي تصعيداً دبلوماسياً على مستوى المؤسسات الدولية، وسط انتقادات متزايدة لتأخر تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتصفية الاستعمار من الإقليم. ويؤكد المحللون أن موقف جنوب أفريقيا يعكس التزام الدولة بالقضايا الإفريقية العادلة، ودورها التقليدي في دعم حركات التحرر الوطني وحقوق الشعوب، بما في ذلك القضية الصحراوية.
