خيم الحزن على مدينة آسفي بعد ليلة مأساوية، حيث خلفت فيضانات عنيفة ما لا يقل عن 37 قتيلاً بينهم أطفال وعائلة بأكملها وامرأة حامل، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت البحث. المياه الجارفة باغتت السكان خلال الليل، لتتحول الشوارع إلى مجارٍ عارمة غمرت المنازل في لحظات مرعبة.
هذه الكارثة ليست مجرد حدث مناخي استثنائي، بل هي نتيجة حتمية لتدهور بنية تحتية مهملة لسنوات. شبكات تصريف المياه في المدينة العريقة أثبتت عجزها الكامل عن أداء أبسط وظائفها، مما يكشف عن إخفاق تراكمي في الصيانة والتطوير.
التساؤل اليوم يوجه بشكل مباشر إلى المسؤولين المحليين والمركزيين: أين كانت خطط الطوارئ؟ ولماذا فشل نظام الإنذار المبكر في تحذير السكان بشكل فعال؟ يبدو أن الدروس المؤلمة من فيضانات سابقة في مناطق مغربية أخرى لم تستخلص بعد.
المواطنون يدفعون ثمن التهميش والإهمال بأرواحهم. حصيلة القتلى المرتفعة تثبت أن نقاشات تدبير المخاطر وتغيير المناخ تبقى حبراً على ورق إذا لم تترجم إلى استثمارات فعلية في البنية التحتية وتحسين الجاهزية.
المشهد يتكرر بمأساوية مقلقة: فيضان يضرب، يتبعه حداد واستنكار مؤقت، ثم يغيب الموضوع إلى كارثة تالية. هذه الحلقة المفرغة يجب أن تنتهي بمحاسبة حقيقية وتغيير جذري في منهجية تدبير الملف.
آسفي، التي تواجه مصير الضحية في كل شتاء. الضحايا الذين فقدوا أرواحهم يستحقون أكثر من بيانات تعزية ووعود مجردة. المساءلة الآن ليست خياراً، بل هي ضرورة أخلاقية وإدارية لوقف نز.يف الأرو.اح البريئة.
المصدر: الصحافة المغربية
