القائمة الرئيسية

الصفحات

جيل Z212: رؤية واعية للمغرب الملكي

    


في المغرب، كان تقديس الملك أمراً شبه مسلّم به عبر عقود. أجيال سابقة نشأت على الأسطورة، على فكرة أن الملك فوق النقد، فوق الشك، وحتى فوق الحقيقة. كثير من هؤلاء رأوا الملك في القمر، وحولوا أي نقاش أو تساؤل إلى مسألة مقدسة لا يجوز الاقتراب منها. كانت الصورة محجوبة، والحقائق مرهونة بالأسطورة، والمواطنون مجرد متلقين.

لكن اليوم، يأتي جيل Z212 بوعي جديد. هذا الجيل لم يعد يقبل أن يُخدر بالصور النمطية أو الأوهام القديمة. يرى الأشياء كما هي، دون تغليف أسطوري أو زخرفة سياسية. هو جيل يطرح الأسئلة، يربط بين الأحداث، ويفك رموز السلطة بدقة وذكاء. لم يعد يرى الملك كبطل أسطوري، بل كمؤسسة ضمن سياق سياسي واجتماعي، يمكن نقدها وفهمها بعيداً عن الخوف أو التقديس الأعمى.

ما يميز هذا الجيل ليس مجرد التشكيك، بل القدرة على التمييز بين الرموز والحقائق، بين القوة والأثر، بين الأسطورة والواقع. هو جيل يتحدث بحرية، يحلل، يستفسر، ولا يكتفي بالسطح.

الحقيقة التي يكتشفها جيل Z212 هي أن التقديس الأعمى لم يخدم الوطن بقدر ما خدم النظام القديم في تثبيت صورته، وأن الفهم الحقيقي للمغرب الملكي يحتاج إلى نظرة واعية، نقدية، وشجاعة في مواجهة الأساطير.

جيل Z212 إذن ليس فقط واعياً، بل محرراً من الغشاوة التي سادت عقوداً. يرى المغرب كما هو، ويسعى ليكون جزءاً من بناء وعي جديد، لا يقف عند حدود الأسطورة، بل يتجاوزها نحو الحقيقة.
سلامة مولود اباعلي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...