بلغنا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الكاتبة والمناضلة، وقبل ذلك الوزيرة، السيدة خديجة حمدي، تغمّدها الله بواسع رحمته.
خاضت الراحلة في حياتها معركة من نوع آخر؛ معركة الحفاظ على الهوية الثقافية الصحراوية، وكأنها أدركت أن فناء الشعوب لا يكون إلا بفناء هويتها. فاستنهضت الأقلام، وجمعت الموروث، وسعت بكل عزم حتى لا يضيع التاريخ وتندثر الذاكرة.
كانت – رحمها الله – ذات عزيمة لا تلين، لا تؤمن بأن المشاريع الثقافية مضيعة للوقت، بل كانت تراها استثمارا في الوعي والهوية. كانت الأم الحانية، الناصحة، التي دعت الشباب، خاصة الخريجات، إلى المشاركة الفاعلة في الحياة العامة وأداء الواجب الوطني.
سيدة متواضعة، أم للجميع، شمعة أحرقتها التضحيات لتنير دروب الآخرين.
سيبقى مداد قلمها خالدا في سجل هذا الوطن، ولن يطويه النسيان.
رحم الله الام خديجة حمدي، وأسكنها فسيح جناته، وجعلها في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
حسنيتو اشبلل